** ( بقرتَ شُويهتي وفجعتَ قلبي ) **
يحكى أن أعرابية وجدت ذئبا ً صغيراً (جرو ذئب) قد ولد
للتو ... فحنت عليه وأخذته
وربته .. وكانت تطعمه من حليب شاة ٍ عندها .. وكانت
الشاة بمثابة الأم لذلك الذئب .
وبعد مرور الوقت كبُر الذئب الصغير .. وعادت الأعرابية
يوماً إلى بيتها فوجد ان الذئب قد
هجم على الشاة وأكلها ..
فحزنت الأعرابية على صنيع الذئب اللئيم الذي عرف طبعه
بالفطرة .. .. فأنشدت بحزن
قائلة :
بَقرتَ شُويهَتي وفَجَعتَ قلبي
وأنـــتَ لـشـاتـِنا وَلَــدٌ رَبـيـب ُ
.........................................
.........................................
غَــذيـتَ بـِدرِّهـا و رَبـيـتَ فـيـنا
فـمَـن أنـبـاكَ أنَّ أبــاكَ ذيــب ُ
.........................................
.........................................
إذا كـانَ الـطِباعُ طِـباعُ سَـوء ٍ
فـــلا أدَب ٌ يـفـيـدُ ولا أديــب ُ
.........................................
.........................................
فقلت :
و رُبَّ مُـعَـلـهَجٍ رَبـَّـيـتَ طِــفـلاً 1
لــعَـلَّ طِـبـاعَـهُ يَـومـاً تَـطـيبُ
.........................................
.........................................
و لــمّـا اشــتَـدَّ ثَـوَّبَـكَ الـرَزايـا 2
فـكـيفَ أمـنـتَهُ و هـو الـمُريبُ
.........................................
.........................................
أصَـمَّ الـحبُّ صـاحِبَهُ و أعمى 3
و كــم مُـتَـوَدّد ٍ جَـفَـأَ الـحَـبيبُ
.........................................
.........................................
هَـبـيـتُ الـقـلـبِ وَرّاد ُ الـمَـنايا 4
و خُـيِّـبَ ظَـنُّـهُ و نَـجـا الـلَبيبُ
.........................................
.........................................
1- معلهج : المتناهي في الدناءة و اللؤم
وهو اللئيم في نفسه و آبائه.
2- ثوَّبك : اعطاك اياها مكافئة.
الرزايا : المصائب.
مريب : من الريبة اي الشك.
3- جفأ : صرع .
4- هبيت : الأحمق الضعيف .
للشاعر اسامة سليم