استيقظنا مبكرا على أسراب من النمل تسللت داخل بيتنا من
الترعة القديمة المتعفنة أمام الدار ، نهشنا بأظافرنا أجسادنا لشدة الحك الذي
أصابنا .
لامت والدتي أبي لعدم إحكام قفل الباب عند رجوعه بالليل متأخرا ،بينما صب والدي غضبه على أخي الأكبر الذي عاد إلى البيت ليلة أمس مخموراَ ، قام هو الآخر بصفعي لتركي الشرفة مفتوحة عندما رآني واقفا اختلس النظر نحو بنت الجيران . استخدمنا كل المبيدات الحشرية المحلية الصُنع ولم تفلح حيال ذلك ، حتى الجسر الذي أقمناه أمام البيت لم يجدي نفعا ، و كدنا نفقد أخي الصغير عندما سقط في الترعة لولا براعة أخي الأكبر و قدرته على السباحة .
أصر النمل أن يظل شريكا لنا في كل شيء ، الأواني المملوءة ببقايا الطعام ، الفرش، حاويات الغلة و الشاي و السكر و القهوة ، أقراص الخبز المخزونة ، خشينا أن نحلب الشاة فيخرج لنا من ضرعها أسراب من النمل.
أصبح العيش في الدار شبه مستحيل ، عاد والدي ليخبرنا أنه وجد الحل الجذري لهذا النمل المفترس السام ،عندما وجد مبيدا حشريا ، أمريكي الصُنع في دار العمدة .
فاجأنا أخي الصغير صارخا في جوف الليل على أثر كابوس ، أقلق مضجعنا أكثر من النمل ، كأنه رأى في منامه أن للنمل أسنان حادة ، وحجمها زاد عن حجم بعير ، مزقت جسده إلى أشلاء متناثرة، سخرنا من كابوس أخي كثيرا ،عُدنا لمضاجعنا مطمئنين .
في صبيحة اليوم التالي ؛ انهار سريري الخشبي بعد أن أكل النمل مسانده الأربعة ، بدأ ينهش في أساس البيت بنهم كالنار في الهشيم ، حتى تحول إلى ركام ، لعن والدي المنتج الأمريكي الذي جعل من النمل يتوحش وكأن رؤية أخي الصغير قد تحققت.
جلب والدي مشتريا للبيت ، الذي ولى مدبراً عندما عرف بالقصة ، لا خاب من أستشار ، جمعنا حكماء البلدة ، وضع خادم العمدة البهارات المستوردة على الطعام والتي أستخدمها والدي كمبيد ، أعِدت مأدبة العمدة للضيوف ، امتلأت البطون ، ظل الجميع يحدقون إلى بعضهم البعض كأنهم أصيبوا بحالة من البلاهة ، تحولت الجلسة مع الوقت للمداعبة و الحكي و احتساء القهوة و انفض المجلس الذي كان بدار العمدة لأنهم لم يجدوا حلا .
اهتدينا إلى حل أحمق ، حفر كل منا أمام غرفته قناة صغيرة ملئت بالماء لتقيه شر النمل ، انشغل كل منا بشاغله ، بعضنا يذاكر دروسه و منا من يبحث عن ملذاته بغرفته ، إلا والدي المواظب على نشرة الأخبار ، حمل التليفزيون إلى غرفته ، ينتظر خبر هام منذ عقود .
انتهت النشرة و البث و لم يسمع والدي الخبر عن القضية الفلسطينية !!.
لامت والدتي أبي لعدم إحكام قفل الباب عند رجوعه بالليل متأخرا ،بينما صب والدي غضبه على أخي الأكبر الذي عاد إلى البيت ليلة أمس مخموراَ ، قام هو الآخر بصفعي لتركي الشرفة مفتوحة عندما رآني واقفا اختلس النظر نحو بنت الجيران . استخدمنا كل المبيدات الحشرية المحلية الصُنع ولم تفلح حيال ذلك ، حتى الجسر الذي أقمناه أمام البيت لم يجدي نفعا ، و كدنا نفقد أخي الصغير عندما سقط في الترعة لولا براعة أخي الأكبر و قدرته على السباحة .
أصر النمل أن يظل شريكا لنا في كل شيء ، الأواني المملوءة ببقايا الطعام ، الفرش، حاويات الغلة و الشاي و السكر و القهوة ، أقراص الخبز المخزونة ، خشينا أن نحلب الشاة فيخرج لنا من ضرعها أسراب من النمل.
أصبح العيش في الدار شبه مستحيل ، عاد والدي ليخبرنا أنه وجد الحل الجذري لهذا النمل المفترس السام ،عندما وجد مبيدا حشريا ، أمريكي الصُنع في دار العمدة .
فاجأنا أخي الصغير صارخا في جوف الليل على أثر كابوس ، أقلق مضجعنا أكثر من النمل ، كأنه رأى في منامه أن للنمل أسنان حادة ، وحجمها زاد عن حجم بعير ، مزقت جسده إلى أشلاء متناثرة، سخرنا من كابوس أخي كثيرا ،عُدنا لمضاجعنا مطمئنين .
في صبيحة اليوم التالي ؛ انهار سريري الخشبي بعد أن أكل النمل مسانده الأربعة ، بدأ ينهش في أساس البيت بنهم كالنار في الهشيم ، حتى تحول إلى ركام ، لعن والدي المنتج الأمريكي الذي جعل من النمل يتوحش وكأن رؤية أخي الصغير قد تحققت.
جلب والدي مشتريا للبيت ، الذي ولى مدبراً عندما عرف بالقصة ، لا خاب من أستشار ، جمعنا حكماء البلدة ، وضع خادم العمدة البهارات المستوردة على الطعام والتي أستخدمها والدي كمبيد ، أعِدت مأدبة العمدة للضيوف ، امتلأت البطون ، ظل الجميع يحدقون إلى بعضهم البعض كأنهم أصيبوا بحالة من البلاهة ، تحولت الجلسة مع الوقت للمداعبة و الحكي و احتساء القهوة و انفض المجلس الذي كان بدار العمدة لأنهم لم يجدوا حلا .
اهتدينا إلى حل أحمق ، حفر كل منا أمام غرفته قناة صغيرة ملئت بالماء لتقيه شر النمل ، انشغل كل منا بشاغله ، بعضنا يذاكر دروسه و منا من يبحث عن ملذاته بغرفته ، إلا والدي المواظب على نشرة الأخبار ، حمل التليفزيون إلى غرفته ، ينتظر خبر هام منذ عقود .
انتهت النشرة و البث و لم يسمع والدي الخبر عن القضية الفلسطينية !!.
............................
خالد بدوي