تعتريه حالة من الضيق الشديد بعد الانتهاء من عمله ، و
النطق بالحكم فى هذه القضية التى أثارت الجدل فأصبحت قضية رأى عام ، قتل و تعذيب
فتاة بعد اغتصابها ، القضية كانت مادة أعلامية خلال أيام كثيرة تتناولها الصحف و البرامج .
- سنوات مرت عليه يقوم بعمله على أكمل وجه ، عُرف بين الناس بأنه قاضي جنائي صارم تحيطه هاله من الاحترام لسلوكه القويم ، و التحلي بالوقار ، حسن المظهر و الهندام ، قوي الشخصية ذو حضور مؤثر فيمن حوله .
- اليوم عاد إلى بيته الذي خلى عليه هو و خادمه الأمين على أسراره ، بعد جلسة طويلة أنهكته ، جلس بمكتبة وضع الخادم الحقيبة متطلعاَ لوجه سيده.
الخادم : ما بك سيدي أراك مهموماً .
القاضي : خلقنا لنصبح عقلاء من غير عقل .
أوما الخادم برأسة دون أن ينبس ببت شفه و أنصرف .
- صدى صوت المحكوم عليه في قاعة المحكمة يهز كل ركن فى حجرة المكتب ، كأنه صوت طارق على الطبول يقلق راحته ، حسبى الله و نعم الوكيل ، و دموع أمه الفقيرة و هي ترفع كفيها متضرعة .
- جالس مكفهر الوجه ، يعبث بتلك الأوراق النقدية التى أمامه ، هاتفه النقال يكسر الصمت الذي يخيم على المكان رقم مكتب رئيس الوزاء ليباركه على الحكم الذي أثلج صدر الرئيس !! .
- بنظرات قلقة ملئية بالخوف يتفحص الهاتف يتطلع للرقم بحذر شديد ، بعصبية حطم الهاتف بجدار الغرفة ، يشعر أن حياته تُشبه جدارن الغرفة المطلية حديثاً لها بريق مميز لا تخطئه العين ناعمة الملمس نتنة الرائحة.
- يحدق النظر فى تلك الصور المعلقه على الجدار صور لوالديه و صور أخرى تحمل مراحل عمره ، المفاجئة براويز خلت من الوجوه كأنها صفحات بيضاء ، أساس المكتب يتموج أمامه .
و ضع رأسة المثقل بين كفيه يتدبر أغمض عينيه ، كأنه سقط فى بئر مظلم بعيد القعر.
- طرقات على الباب ، يدخل الخادم مد يده لسيده بخطاب لا يحمل عنوان و لا أسم الراسل ، هذا لك سيدى .
أشعل سيجارة بيديه المرتعشتين شرع فى القراءة : ( سيدي القاضى ، تشعر بخيبة الأمل هذه المرة ، سؤال ، لماذا !. منذ أن دخلت بالرشوة إلى الهيئة القضائية و أنت عابث بكلمة العدل أساس المُلك . سجل العمل الخاص بك حافل بتلك الجرائم المرتكبة فى حق كثير من الناس تنصر الظالم مقابل نقود أو هبه تقدم لك . كفة القسط عندك ترفع و تخفض حسب الأهواء ، أحكامك مسيسة على أهواء النظام الحاكم . أصبحت رجل مِطْلاقاً ، والدك مات غير راضي عنك ، ظللت سنوات بدون زواج تصاحب العاهرات ، عشت وحدك تستجدي الإحسان من الظالمين ، ستة عقود مرت من عمرك اليوم أشتعل الرأس شيبا و أمتلأت الجيوب نقودا و سكنت القصور . لقد دنست مهنة الأنبياء و الشرفاء و ألبستها ثوب الإهانة و العار ، هذه حياتك فى تلك السطور السوداء فلمَ اليوم !! .. )
ثقل يجثو على صدرة ، سقط الجواب من بين أصابعة على ورقة صحف عنوانها أبن المسئول الكبير المتهم فى قضية قتل و أغتصاب يغادر البلاد .
- أرتعش الجسد ، أوجسته خيفه الماضي ، محكمة النقض ترفض الطعن الذي قدمه على الحكم فى هذه القضية ، اعتبرت حكم الإعدام نهائي لثبوت الأدلة فى الأوراق و مرور المدة المحددة للطعن.
وجهه أصبح قطعة حديدٍ صدئة بين أربعة جدرانٍ متعفنة.
- رفع رأسة من علي كفيه قلقاَ ، متعجلاََ يحاول القيام من على مكتبة للعودة إلى المحكمة ، ارتطمت يمناه بكوب الزجاج سقط تناثرت الشظايا. العرق يتقاطر من علي جبينه ، القدم و الذراع الايسر لا يستطيع حراكهما ، أنعقد لسانه للأبد ، نظرا إلى الجواب وجد إمضاء الراسل ( الشيطان )
- سنوات مرت عليه يقوم بعمله على أكمل وجه ، عُرف بين الناس بأنه قاضي جنائي صارم تحيطه هاله من الاحترام لسلوكه القويم ، و التحلي بالوقار ، حسن المظهر و الهندام ، قوي الشخصية ذو حضور مؤثر فيمن حوله .
- اليوم عاد إلى بيته الذي خلى عليه هو و خادمه الأمين على أسراره ، بعد جلسة طويلة أنهكته ، جلس بمكتبة وضع الخادم الحقيبة متطلعاَ لوجه سيده.
الخادم : ما بك سيدي أراك مهموماً .
القاضي : خلقنا لنصبح عقلاء من غير عقل .
أوما الخادم برأسة دون أن ينبس ببت شفه و أنصرف .
- صدى صوت المحكوم عليه في قاعة المحكمة يهز كل ركن فى حجرة المكتب ، كأنه صوت طارق على الطبول يقلق راحته ، حسبى الله و نعم الوكيل ، و دموع أمه الفقيرة و هي ترفع كفيها متضرعة .
- جالس مكفهر الوجه ، يعبث بتلك الأوراق النقدية التى أمامه ، هاتفه النقال يكسر الصمت الذي يخيم على المكان رقم مكتب رئيس الوزاء ليباركه على الحكم الذي أثلج صدر الرئيس !! .
- بنظرات قلقة ملئية بالخوف يتفحص الهاتف يتطلع للرقم بحذر شديد ، بعصبية حطم الهاتف بجدار الغرفة ، يشعر أن حياته تُشبه جدارن الغرفة المطلية حديثاً لها بريق مميز لا تخطئه العين ناعمة الملمس نتنة الرائحة.
- يحدق النظر فى تلك الصور المعلقه على الجدار صور لوالديه و صور أخرى تحمل مراحل عمره ، المفاجئة براويز خلت من الوجوه كأنها صفحات بيضاء ، أساس المكتب يتموج أمامه .
و ضع رأسة المثقل بين كفيه يتدبر أغمض عينيه ، كأنه سقط فى بئر مظلم بعيد القعر.
- طرقات على الباب ، يدخل الخادم مد يده لسيده بخطاب لا يحمل عنوان و لا أسم الراسل ، هذا لك سيدى .
أشعل سيجارة بيديه المرتعشتين شرع فى القراءة : ( سيدي القاضى ، تشعر بخيبة الأمل هذه المرة ، سؤال ، لماذا !. منذ أن دخلت بالرشوة إلى الهيئة القضائية و أنت عابث بكلمة العدل أساس المُلك . سجل العمل الخاص بك حافل بتلك الجرائم المرتكبة فى حق كثير من الناس تنصر الظالم مقابل نقود أو هبه تقدم لك . كفة القسط عندك ترفع و تخفض حسب الأهواء ، أحكامك مسيسة على أهواء النظام الحاكم . أصبحت رجل مِطْلاقاً ، والدك مات غير راضي عنك ، ظللت سنوات بدون زواج تصاحب العاهرات ، عشت وحدك تستجدي الإحسان من الظالمين ، ستة عقود مرت من عمرك اليوم أشتعل الرأس شيبا و أمتلأت الجيوب نقودا و سكنت القصور . لقد دنست مهنة الأنبياء و الشرفاء و ألبستها ثوب الإهانة و العار ، هذه حياتك فى تلك السطور السوداء فلمَ اليوم !! .. )
ثقل يجثو على صدرة ، سقط الجواب من بين أصابعة على ورقة صحف عنوانها أبن المسئول الكبير المتهم فى قضية قتل و أغتصاب يغادر البلاد .
- أرتعش الجسد ، أوجسته خيفه الماضي ، محكمة النقض ترفض الطعن الذي قدمه على الحكم فى هذه القضية ، اعتبرت حكم الإعدام نهائي لثبوت الأدلة فى الأوراق و مرور المدة المحددة للطعن.
وجهه أصبح قطعة حديدٍ صدئة بين أربعة جدرانٍ متعفنة.
- رفع رأسة من علي كفيه قلقاَ ، متعجلاََ يحاول القيام من على مكتبة للعودة إلى المحكمة ، ارتطمت يمناه بكوب الزجاج سقط تناثرت الشظايا. العرق يتقاطر من علي جبينه ، القدم و الذراع الايسر لا يستطيع حراكهما ، أنعقد لسانه للأبد ، نظرا إلى الجواب وجد إمضاء الراسل ( الشيطان )
.................
خالد بدوي