أمي المصاحبة للفراش ، حكت لي قصة زواج جدتها ، تزوجها
جدي عباس منذ ألف سنة ، كان الزواج قهرا ، عاشت في سوق النخاسة مئات من السنين ،
تحبل و تلد ، أنا آخر مولود لها ، قالوا احمل لواء أجدادك . أمسى ضريح جدي عباس
مزارا نلتمس منه البركه فأقتدينا . كبرت فكبر بداخلي عباس ، نسجت ثوبا من ألياف
نبت أرضي التي لم تعد بكراَ ، فكشف عن سوءتى . أمي أثنت علي زوجتي أمس بالزهو و الجبن
و البخل ، اليوم زوجتى تفوهت فقُطعت كل أوصال رحم أمي . أطفالي يختطف كل منهما ثدي
أمه ، يشربون مع الحليب اللِؤم فصاروا لِئام شبت في البيت الكبير نارا ، بني كل
منهم جدارا ، جعل فيه ثقبا ليتلصص على عورة أخيه ، أمست بيوت أبنائي كبيت العنكبوت
، تبسم الشيطان ، فأخرج من فمه ريحا فتطاير الغثاء . عُدت إلى محراب أجدادي أفتش
في أدراج الماضي عن كتاب البطولات ، بينما أقلب صفحاته عثرت على صورة أمي ذات
الملامح المتآكلة و الجسد النحيل ، ما تبقى من الكتاب صفحات بيضاء لم أجد فيها من
عباس إلا أسمه .
......................
خالد بدوي