في زحام
الأغاني،
وكثرةِ الحاجات التّائهة تحت جنح اللّيل..
حيثُ تستبدُّ ذكرى الباحثينَ عن عَرشٍ في عالم النّائِمين.
والرّصيفُ يسترق السّمعَ لأنين المنبعثين من كهف القهر؛
برطوبتهم الزّاحفة،
يتوسَّلونَ الوميضَ الأسودَ في ليل المتحلّقينَ حولَ مائدة الرّيح،
يميلونَ حيثُ تَميلُ.
يزولونَ حينَ تَزولُ.
لا تَنبَعِثُ تراتيلُهم إلا في قَلبِ الدّخان...
وحيثُ يَموتُ الصّوت، وينطَلِقُ الفَحيح،
يُنكِرُ الغاضِبُ لُغَتَهُ في التّيه...
تصبِحُ قبضَةٌ من ريحٍ عابِرَةٍ؛
مُتّكأً لأوجاعه..
وأفقًا لأوهامه.
ليتَ مَلمَسَ الرّيحِ يكونُ ناعِمًا؛
كلما خَرَجَ الآوونَ إلى أقبِيَةِ الخوف..
ليتيهوا في الأزقة الموحشة..
يَلوكونَ عَناصِرَ الفَراغ.
ومشكاةُ زَمانِهِم يَذبُلُ زَيتُها.
يتوسّلونَ أن تُدني لهم العتمَةُ أدراجَ عَطفِها.
ليتَمَكَّنوا من الاعترافِ لكَيانِهم البائِس؛
أنَّ الشَّعرةَ لم تَعُد تحتَمِلُ الشّدّ.
والذينَ تاهوا بينَ أمهاتِ كتُبٍ لم يَقرأوها
لم يجدوا تاريخًا يُشبِهُهُم
تركوهُ.. تجاوَزَهُم...
وتاهوا يتناسَلون في ظلّ دوّامةِ قُرونِه
تحسُّبًا من الحروبِ البارِدَة..
والرَبيعُ المُتثائِبُ بعيدًا عن ثَغَراتِ خُطَطِهِم..
ويمضون إلى أقاصي الحلم..
يستَلهمونَ شَوائِبَ العُصور،
مُتَسَلِّحينَ بِضَجيجِ الفَوضى، وأنينِ المَواكب السّاهِمَة..
وفوقَ جُثَثِ الأيامِ المُتساقِطَة
يطلقون النارَ على الظّلام الزّاحف،
وعلى خطوات الغصون النّاحلة!
تقهقه مراثيهم جنونًا..
وهم يسيرون بموكِبِ النُّعوشِ المَفتوحَةِ على المُستَقبَل..
وخرائط الظّنِّ لا تَتَّسِعُ لِقَعقَعَةِ أحلامِهِمْ؛
وهم يتسلقون عناصِرَ الزّمَنِ المُتسارِعِ نحوَ هاوِيَتِه؛
في مُستَنقَعِ الشّهَواتِ الآسِنَة.
فدائما كان للمكانِ حُضورُهُ المُتَمَيِّز
حين تَدلُقُ الأزِقَّةُ أمعاءَها،
والغايات المُتَعالِيَةُ تَنزِفُ أعذارَها..
فتغدو الحياةُ باتِّساعِ ذِراعَينِ مِن وَجَع..
ويَلوذُ صوتُ الخِطابِ الأخيرِ بآخرِ جُحرٍ تَمنَحُهُ العَتمَة.
والأمّةُ المُسَربَلَةُ بالسّواد،
تَضِلُّ طَريقَها نحوَ السِّلْم،
تَتَخبَّطُ في تيهٍ من ألسِنَةٍ فَقَدَت لَونَها..
ووجوهٍ تماهَت بُقَعًا داكِنَةً..
وثقوب.
دائما كان للمكانِ حُضورُهُ المُتَمَيِّز
وسطَ زحفِ الذّاكرَةِ في مَتاهَةِ الأجيال،
وحيث يتقَزَّمُ المَكانُ والحلمُ حَقيبَةً...
ويصرُخُ الفَراغْ..
ونظراتٌ تسكنُها الفاجِعَة:
من أينَ ياتي كُلُّ هذا الموت؟
وكان العالمُ ينسَلُّ بعيدًا...
وجدُرٌ كثيرَةٌ تتهدَّم...
يَنفَلِتُ من صورَتِها الأبَد...
وينكَشِفُ المدى صوتًا جائِعًا..
أفاق ليجِدَ نَفسَهُ وسطَ بِركَةٍ من ألوان...
وعَيناهُ امتلأتا خوفًا وجوعًا وريحا..
للماءِ مَحضُ خريرٍ بَعيد..
والطّريقُ لم يَعُد يَبَسا...
المكانُ يَستَعيدُ –كَدائِمًا- حُضورَهُ المُتَمَيِّز..
عَناوينُنا الذّابِلَةُ تَقودُنا إلى أنفاقِ الوَقت..
وحيث لا خَطَّ يَفصِلُنا عَن ذاكِرَةٍ مَذبوحَةٍ عندَ حافَّةِ الانحِدار،
تَتَشَدَّقُ برائِحَةِ الأساطيرِ الطّاعِنَةِ بمَلامِحِ الشَّهوَة.
القلوبُ النّاهِضَةُ من أقبِيَةِ الجوع...
عاشَت تَنتَظِرُ بَريقَ اللَّذَّة...
يومِضُ في الصّوتِ الصّاعِدِ من قَعرِ العَتمَةِ اللَّزِجَة
حيثُ لا تُدرِكُ الوُجوهُ بَعضَها..
ويتوهُ التّاريخُ عن جَوهَرِ عَناصِرِه.
ففي القَعرِ دائِمًا مُتَّسَعٌ للمَزايا المُتساقِطَة؛
حين يُعلِنُ المَكانُ حُضورَهُ المُتَمَيِّزَ مِن رَعْشَة الصّحوَة.
................. صالح أحمد (كناعنه) ...................
وكثرةِ الحاجات التّائهة تحت جنح اللّيل..
حيثُ تستبدُّ ذكرى الباحثينَ عن عَرشٍ في عالم النّائِمين.
والرّصيفُ يسترق السّمعَ لأنين المنبعثين من كهف القهر؛
برطوبتهم الزّاحفة،
يتوسَّلونَ الوميضَ الأسودَ في ليل المتحلّقينَ حولَ مائدة الرّيح،
يميلونَ حيثُ تَميلُ.
يزولونَ حينَ تَزولُ.
لا تَنبَعِثُ تراتيلُهم إلا في قَلبِ الدّخان...
وحيثُ يَموتُ الصّوت، وينطَلِقُ الفَحيح،
يُنكِرُ الغاضِبُ لُغَتَهُ في التّيه...
تصبِحُ قبضَةٌ من ريحٍ عابِرَةٍ؛
مُتّكأً لأوجاعه..
وأفقًا لأوهامه.
ليتَ مَلمَسَ الرّيحِ يكونُ ناعِمًا؛
كلما خَرَجَ الآوونَ إلى أقبِيَةِ الخوف..
ليتيهوا في الأزقة الموحشة..
يَلوكونَ عَناصِرَ الفَراغ.
ومشكاةُ زَمانِهِم يَذبُلُ زَيتُها.
يتوسّلونَ أن تُدني لهم العتمَةُ أدراجَ عَطفِها.
ليتَمَكَّنوا من الاعترافِ لكَيانِهم البائِس؛
أنَّ الشَّعرةَ لم تَعُد تحتَمِلُ الشّدّ.
والذينَ تاهوا بينَ أمهاتِ كتُبٍ لم يَقرأوها
لم يجدوا تاريخًا يُشبِهُهُم
تركوهُ.. تجاوَزَهُم...
وتاهوا يتناسَلون في ظلّ دوّامةِ قُرونِه
تحسُّبًا من الحروبِ البارِدَة..
والرَبيعُ المُتثائِبُ بعيدًا عن ثَغَراتِ خُطَطِهِم..
ويمضون إلى أقاصي الحلم..
يستَلهمونَ شَوائِبَ العُصور،
مُتَسَلِّحينَ بِضَجيجِ الفَوضى، وأنينِ المَواكب السّاهِمَة..
وفوقَ جُثَثِ الأيامِ المُتساقِطَة
يطلقون النارَ على الظّلام الزّاحف،
وعلى خطوات الغصون النّاحلة!
تقهقه مراثيهم جنونًا..
وهم يسيرون بموكِبِ النُّعوشِ المَفتوحَةِ على المُستَقبَل..
وخرائط الظّنِّ لا تَتَّسِعُ لِقَعقَعَةِ أحلامِهِمْ؛
وهم يتسلقون عناصِرَ الزّمَنِ المُتسارِعِ نحوَ هاوِيَتِه؛
في مُستَنقَعِ الشّهَواتِ الآسِنَة.
فدائما كان للمكانِ حُضورُهُ المُتَمَيِّز
حين تَدلُقُ الأزِقَّةُ أمعاءَها،
والغايات المُتَعالِيَةُ تَنزِفُ أعذارَها..
فتغدو الحياةُ باتِّساعِ ذِراعَينِ مِن وَجَع..
ويَلوذُ صوتُ الخِطابِ الأخيرِ بآخرِ جُحرٍ تَمنَحُهُ العَتمَة.
والأمّةُ المُسَربَلَةُ بالسّواد،
تَضِلُّ طَريقَها نحوَ السِّلْم،
تَتَخبَّطُ في تيهٍ من ألسِنَةٍ فَقَدَت لَونَها..
ووجوهٍ تماهَت بُقَعًا داكِنَةً..
وثقوب.
دائما كان للمكانِ حُضورُهُ المُتَمَيِّز
وسطَ زحفِ الذّاكرَةِ في مَتاهَةِ الأجيال،
وحيث يتقَزَّمُ المَكانُ والحلمُ حَقيبَةً...
ويصرُخُ الفَراغْ..
ونظراتٌ تسكنُها الفاجِعَة:
من أينَ ياتي كُلُّ هذا الموت؟
وكان العالمُ ينسَلُّ بعيدًا...
وجدُرٌ كثيرَةٌ تتهدَّم...
يَنفَلِتُ من صورَتِها الأبَد...
وينكَشِفُ المدى صوتًا جائِعًا..
أفاق ليجِدَ نَفسَهُ وسطَ بِركَةٍ من ألوان...
وعَيناهُ امتلأتا خوفًا وجوعًا وريحا..
للماءِ مَحضُ خريرٍ بَعيد..
والطّريقُ لم يَعُد يَبَسا...
المكانُ يَستَعيدُ –كَدائِمًا- حُضورَهُ المُتَمَيِّز..
عَناوينُنا الذّابِلَةُ تَقودُنا إلى أنفاقِ الوَقت..
وحيث لا خَطَّ يَفصِلُنا عَن ذاكِرَةٍ مَذبوحَةٍ عندَ حافَّةِ الانحِدار،
تَتَشَدَّقُ برائِحَةِ الأساطيرِ الطّاعِنَةِ بمَلامِحِ الشَّهوَة.
القلوبُ النّاهِضَةُ من أقبِيَةِ الجوع...
عاشَت تَنتَظِرُ بَريقَ اللَّذَّة...
يومِضُ في الصّوتِ الصّاعِدِ من قَعرِ العَتمَةِ اللَّزِجَة
حيثُ لا تُدرِكُ الوُجوهُ بَعضَها..
ويتوهُ التّاريخُ عن جَوهَرِ عَناصِرِه.
ففي القَعرِ دائِمًا مُتَّسَعٌ للمَزايا المُتساقِطَة؛
حين يُعلِنُ المَكانُ حُضورَهُ المُتَمَيِّزَ مِن رَعْشَة الصّحوَة.
................. صالح أحمد (كناعنه) ...................