مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(رواية رن ) للأديب جمال الغيطاني جـ 3 رؤية نقدية للأستاذ / صالح شرف الدين


 لواح رن
يغادر البطل أبيدوس فجراً متجهًا إلى الجنوب، ويؤكد أن كل ما خرج منه لن يعود إليه رغم أنه كان يلجأ لأبيدوس دائمًا عند الضيق، يقول لنا أنه لن يفعل كما تفعل أم سيتي ولن يؤدي أي طقوس في المعبد، ولن يتأمل أي شيء فيه، يقول لنا: إن كل خطوة مؤدية إلى شيء يجهله، ولا يمكنه توقعه، كل خطوة بداية، وعندما تفضي بداية إلى بداية فإنها النهاية، وما يحزنه سرعة انقضاء الوقت، وما توقعه بعيدًا فاته الآن، ومن أنجبهما طال سعيهما ومضى كل إلى حاله، وهو يدعو لهما، وبمجرد ذكر الاسم تتجسد معالم وملامح .. يمضي إلى البر الغربي وهو الجزء المواجه للأقصر في الجهة الغربية، البر الغربي والشيخ الطيب صنوان، دائمًا يمضي البطل إليه عند الشدة ورغم وحشة الطريق الغربي، يطرح الأسئلة تتكاثر الاستفسارات وقد حسبها تقل.
يتذكر البطل ميله للغرب فقد ولد في جهينة الغربية، يقدر البطل كثيراً معرفة الجهات وتحديدها، والصعيد أكثر الأماكن التي تتحدد فيها الوجهة، ويتذكر زمن الحرب والمشاركة في الاستكشاف، وتحديد المكان من خلال النجوم، يشغله كم يبعد عن المركز، وهل للكون مركز، مولاه جلال الدين الرومي يقول: لا تسأل عن مركز الكون أنت المركز، يتذكر تحذير القائد له: الانفراد هنا هلاك يتأمل السماء حيث اللا مدى، كان يمكن أن يفقد أو أن يموت بشظية، يتذكر نزوله البر الغربي ومقبرة حورمحب ورؤية علامات تدل على الجهات، وبعد تحديدها بدقة تحت الأرض يوضع الميت في رقدته الأبدية، يتحدث عن من أخفوا دينهم بعد سقوط الأندلس ومما يكشف حقيقتهم أنهم يدفنون موتاهم باتجاه القبلة، ويتحدث عن ليلة باتها في الهرم وكيف كان تصرفه والظلام يشتد ولا يجد إلا أن يتذكر الأسماء، فتتجسد له، يرى بلده جهينة، وتتوارى ذكرياته فيها، ويحدثنا عن الضبع وسلوكياته ووحشيته، ويحدثنا عن الجبل ومغاراته والمتشددين من الجماعات الإسلامية، والجرذان وكيف تأكل داخل المقبرة، ولم يحدث أحدًا عن شعاع وصل إليه في العتمة، وامتدت الصلة بينه وبين النجم العاتي، ولا يتخيل العلاقة بينه عندما كان طفلاً يحكي له عن مخاطر الجبال والأرصاد - وبينه وهو يتقدم في الصحراء غير عابئ بأي خطر، لم يدخل جهنية حتى لا يهتم به أحد، ويخشى فضولهم، ويتمنى أن يصل إلى حالة يختفي فيها ولا يظهر إلا لمن يحب، يذكر أسماءهم فيمثلون أمامه يكررها فيكتمل حضورهم قريب عزيز مدينة جذع نخلة زقاق ناصية، يجلس فوق صخرة تلفحه رياح مجهولة ويقول البعض أنه مازال يحيا في مكان ما وأن شيخًا من كردفان صنع له حجاباً يحفظه.
يحدثنا البطل عن حاله مع نفسه وحواره الداخلي يتذكر قول الشيخ: إن المؤمن ينتقل من حال إلى حال إذا أدرك واستوعب، ينتقل من الحزن إلى الرضا، بل يمكن أن يصل إلى حال التلذذ بما جرى إيماناً منه بقضاء الله.
يحدثنا البطل عن استمتاعه بالحبس الانفرادي وهو لم يبلغ بعد الثانية والعشرين، والأشد منها إقامته في سمالوط لأكثر من عام حين نقل من عمله قسراً، وكان راتبه عشرة جنيهات ونصف، يساهم بثمانية جنيهات في مصروف البيت يتذكر لطفي موظف الحسابات الذي ساعده في الإقامة، يتذكر مصطفى الذي يكبره، ولا يعرف هل مات أم لا، يتذكر عبد الحميد مدير الجمعية، وما يقال عن شدته في العمل وضعفه في البيت، يتذكر قصر حياة النفوس، ومسجد الرفاعي، ومسجد أبي حريبة، يتساءل عن سبب اختياره للطريق الغربي ربما لقرب غروبه، يصل إلى محاذاة هرم ميدوم، وكأنه يدرك معنى الهرم لأول مرة، يتخيل الهرم معراج من حجر، يتذكر أبيدوس، وتلك الليلة التي وضع فيها الأساس لبقاء الحكمة القديمة، تفرق القوم وبدء استمراريتهم فيمن يرثهم علمًا أو سيرة، لم يتذكر موقع تلك الليلة من الأيام، فهي ليلة لا مثيل لها، اكتمل فيها اليقين، يتذكر كل ما جرى في تلك الليلة حالة نادرة يستعصي فحصها أو شرحها، منها بدأ رجل المعارف عبر أمكنة وأوقات، ومن خلال لهجات وعقائد، يكاد البطل يقف على الترتيب: أشخاص من المستوعبين لن يقلوا عن الأربعين سيتجه كل منهم إلى موضع لم يقرره، وأناس لا يعرفهم، سيعلم كل منهم سبعة، البطل لديه يقين أن سيده ذا النون واحد منهم، ربما من سلالة الأربعين، لكنه حتمًا من تداعيات السبعة، ليس بمعرفته قلم الطير، ولكن لما يمنحه اسمه للبطل، وما ينسب إليه من مسائل، كذلك خالد، وربما أم سيتي وحلول روح قديمة فيها، ربما الفلاح الأسمر الذي يلقى البطل، ربما شمبليون أو الأب في كنيسة نقادة الذي يقول للبطل: لا تقسو على نفسك أرى منك ما لا تراه فيك.
يرى البطل أنه مع تزايد المسافات لا يدرك الناس أنهم يردون ما يجب أن يبقى وأنهم يأكلون ما كان يفضله أجدادهم دون وعي منهم، ويحدثنا أن تلك الليلة تعاوده كلما تقدم في السعي وتعمق فيه، في كل تفاصيل يمر بها.
و يتأمل البطل ما عرفه وما يمر به وقد تحول إلى أسماء بعضها باق وقليلها مبهم، فيزيده معرفة بأكثر مما عرف،ولو أدرك ذلك من قبل لتغيرت أطيافه وتنوعت موارده ولفهم بعضا من سر العصر، ولعرف أضعف المواقين وأصعبها على نفسه.
13- على الحافة
يتحدث البطل عن رحيله وأسفاره حين يتأهب لركوب قطار أو طائرة تواصل الطيران، أو انتظاره لسفينة تشق به البحر، يصف ممر الطائرة، وأنها تقوم برحلة كل شهر لو فاتته سيبقى شهراً، يخرج من محطة قطار، وينتظر مرافقه في محطة الحافلات، وهذا يمثل رؤية له وهو ينتقل من أبيدوس إلى القرنة، وهو يتعجب لأنه لا يرى وصولاً أبدًا ولا إقلاعاً بل يرى تأهباً .. يبدي دهشته لبعض ما ينكشف له لكنه لا يبلغها لأحد، ووقف ووقوفه عند عتبة الساحة كان بداية شتاء أو نهايته، يحدثنا عن قدوم الربيع في مصر، وعن أيام أمضاها في الإسكندرية، وكيف أنه كان يقلع من ذلك الأفق إلى جهات شتى، وكيف أنه لا يعرف هل تعلق بزرقة المياة العميقة أم وقوف البيوت النادرة، وكم ظل متطلعًا إلى الكنة ولم يوفق، وهو على مشارف القرنة يكاد يتعلق بالسبب، انتظار مراكب الصيد وقوفها القلق ما بين البر والبحر، وهو هنا يجد نفسه دائمًا بين محطتين بدء وانتهاء، يثير فضوله الأماكن التي سيعبرها والغرف التي سينزل فيها، والأسرة التي سيتمدد فوقها، يصل الساحة ، المبنى جديد يواجه المسجد ، يفضل الساحة القديمة لقربها من الدير البحري، ماهر أحد خدام الساحة يقبل عليه ولا يكاد يعرفه رغم معرفته القديمة به فقد تبدّل حاله لدرجة أنه لم يشعر أنه عرفه، يرحب به ويخبره أنه قادم للقاء الشيخ، ويحكي لنا أنه قدم من قبل ومنذ مدة في جمع لزيارة البابا تضامناً معه، ويحكي لنا عن راهب أحسن استقبالهم، وجهز لهم كل سبل الراحة بعد مشقة عبور الصحراء، وكيف أطلعهم على المخطوطات، والأيقونات المتوارثة، ويتعجب من عدم تعرف ماهر عليه، وأخذ يشغل نفسه بالمشاركة في تنظيم المسجد والساحة، وقد أخفى اسمه عن ماهر، في اليوم السابع أبلغه ماهر بالمكان الذي حدده له الشيخ وأنه سيبقى فيه وهو صخرة مشرفة على الفراغ، وتأكد أنه لن يرى الشيخ لكنه سيلبي ما لا يعرفه، وحاله مثل مولاه جلال الدين الذي كان يؤثر فيمن لا يعرفون لغته وهو يتحدث حتى يصلوا لحد البكاء، ويجد صعوبة في استيعاب ذلك وقد صار إلى مكان أصعب لن يرى الشيخ لكن البث والتلقي قائمان.
14- الساحة
الشيخ الطيب وكل ما انتمى إليه البطل ،وكل من علّموه مجرد أسماء بوارق، وكل سعيه مجرد علامات قد يصعب تفسيرها.
يصور البطل جلوسه على تلك الصخرة بفترة حبسه الانفرادي، التي استمرت أربعين يومًا كان يخصص يومًا لكل مؤلف يقلب صفحات كتابه عبر الذاكرة، لكن المقارنة خطأ فأيامهما كان مقبل على الحياة، أما الآن فهو يتخيل ما لن يرجع أبداً.
يحكي البطل عن ليلته الأولى على الصخرة وكيف سيعتاد الظلام، ولم يخف من شيء فقد اعتاد الظلام، ويتذكر ليلة قضاها داخل الهرم، وكيف كان يقلقه دبيب الجرذان، ويخشى لدغة العقرب.
شغله كيف سيرى أول شروق بدأ يتواءم مع المكان، يتعجب من إدراك الشيخ لجوهر حاله ، وتحديد هذا المكان له، يتذكر رحلة له منذ نصف قرن حين عبر الجبل من وادي الملوك إلى قرية الفنائين في رحلة مدرسية، وكيف قطع المسافة مرتين مرة وهو مقبل وأخرى وهو مدبر، يتأمل معنى كلمة الساحة والبسط اللا محدود حتى إن وجد الحد اجتماع من لا يعرف بمن يعلم، تماس الغريب بالغريب، إقامة الدراويش والعابرين القادمين لتلمس البركة وحل منازعات لن يحسمها إلا الشيخ.
الساحة لا محل لاختصاص يمكن لأي إنسان أن ينزل بها يأخذ حقه في الضيافة .. يحدثنا عن بلوغه الساحة وجلوسه بجوار شقيق الشيخ وعلى يمينه يصغي إلى بوح القوم، امرأة تشكو زوجها، وهو يتذكر الحضرة وكيف تبدأ، ولا يتذكر كم مرة جاء إلى الساحة، الشيخ الطيب مجرد اسم، وقد صار بعد أن فارقه ماهر إلى هوة، لم يشعر بالحزن أو الخوف بل صار متوثباً متأهباً، يستدعي الأسماء فيتمثل كل شيء أمامه، تلوح أمامه الحضرة وكل ما يحدث فيها، ويقارن بين الساحة وساحة ود حمد بأم درمان بالسودان، وساحة الفناء بمراكش التي وصلها 79، لقد فهم السياحة للفناء والفناء أمر عظيم، بلوغه يعني التحقق الكامل فلكل موجود نقطة يفنى منها، يتحدث البطل عن أسماء الأماكن الموحية: سكة الوداع في القاهرة، جسر يطل على المدينة في غرناطة، جبل الجلالة غرب نجع حمادي، حارة في الباطنية اسمها بين النهرين، مقهى في باريس يطل على ساحة السربون، بساحة آل الطلب، لقد تعرف على الشيخ بعد زيارة على شودكيفيتش نزيل فرنسا، وتعرف على ما خلفه الشيخ الأكبر محيي الدين واجتهد في دراسته، والتعريف به في بلاد تجهله، وقد لزمه البطل عندما جاء إلى مصر، وطلب منه زيارة اثنين: راحل لكنه مقيم: ذو النون الأخميمي، ومقيم لكنه راحل: أحمدالطيب الحساني.
وقد اكتشف البطل أن ذا النون مدفون بالقاهرة في قرافة سيدي عقبة قرب مرقد الإمام الليث والإمام الشافعي، وقد توصل البطل لقبر ذي النون من خلال إحساسه بالاسم، حيث قال له رجل: وجه نفسك، ويحكي قصة بناء أحد تجار الأقمشة لمسجد على قبر ذي النون وأنه دفن نفسه عند قدميه، وهناك مرقدان لمحمد بن جعفر الصادق ولرابعة العدوية، وكلاهما لم يدخل مصر، ويتحدث عن السؤال القديم: هل رأس الحسين موجود في قبره في القاهرة، وأن البعض شاهد رأساً في القبر ملفوف في قماش أخضر تنبعث منه رائحة ذكية، وتلك المشاهد أضرحة رمزية للأولياء الصالحين، يقيمها البعض بحد رؤيتهم المنامات وتلقيهم الأوامر .. وهو لا يمكنه القطع بوجود ذي النون في ذلك القبر .. البطل كان يتردد على قبر ذي النون لقراءة الفاتحة، وكلما تذكر الاسم لاح له، ويصور لنا كيف كان يتمثل له ذو النون وهو يرتدي زيًا رمادياً أقرب إلى الجلباب، يحيط بخصره بما يشبه الحبل، عمامته متوسطة رمادية، سواده فاتح ويذكر فتاة جنوبية، رآها البطل للحظة عند عبوره ساحة ود حمد في أم درمان، ويصف جمالها وأنها تمر بذاكرته تبدو كلما ذكر السودان، وكلما اقترب من أخميم يبصر ذا النون، أما الشيخ الطيب فقد حاوره البطل وجهًا لوجه، وسمع منه وأخذ عنه، ونصح البطل.
ويحكي أنه قصد القرنة مع الشيخ علي شودكيفيتش، وقبلها كانت أول مرة وعمره 15 سنة عام 1960م، تعمقت المودة بين البطل والشيخ الطيب (أحمد الطيب الحساني) تقابلا في القاهرة، ومدن أخرى وسافرا إلى مراكش أمضيا هنا هناك 27 يومًا وصلت في المساجد الضامة للسبعة رجال، القاضي عياض، وأبو القاسم عبد الرحمن السهلي، ويوسف بن علي الصنهاجي، وعبد الله بن عجال الغزناوي، وعبد العزيز بن عبد الحق التابع، ومحمد بن سليمان الجزولي، وسيدي أبو العباس السبتي، وللبطل معهم تذاوب وتشاجن، وتذارف دمع.
لم يركع البطل في مراكش إلا خلف الشيخ الطيب، فهو التابع المخلص، ورغم تعدد الأماكن فهو مرتبط عند البطل بالقرنة، قبل معرفة البطل بالشيخ كان يقيم في البر الشرقي ما بين معبدي الأقصر والكرنك، وقد دله الشيخ على مكان قريب من الساحة كان ينزل به، ويشبه الدار التي ولد فيها البطل بجهينة، يصف البطل البيت الذي ينزل به وكيف يرى الآثار من خلاله، ويتساءل البطل هل هي صدفة أن تكون ساحة الشيخ الطيب عند بداية الطريق المؤدية إلى الدير البحري، وهو يتأمل العمائر القديمة والنقوش عليها ربما يجد رسالة ما، وهناك اعتقاد أن ثمة كنز مدفون ينتظر من يكشف عنه، وهناك حفر ومناظر ودار عبادة تنتمي لطراز لا يوجد في مصر، وقد كشف سره عالم الآثار هرتس باشا، ولم أطلع كثيرين عليه، ولو حكى أحد للبطل أن حاله ستصير إلى صخرة مطلة على الدار البحري ما كان سيصدقه، ولكن هذا ما أمر به الشيخ الطيب، وقد التزم به البطل لعله يهدأ، وقد صار يستحضر ما يرغب بمجرد النطق.
15- وجود الأسماء، أسماء الوجود ومنها حضرموت
يحدثنا البطل أنه يتلقى من الأسماء إشارات تتحول أحياناً إلى صور بعضها واضح ومعظمها غامض، منها ما يعرفه، وأغلبها لم يدركه.
لا يدري البطل متى سمع اسم حضرموت لأول مرة ربما في ندوة نجيب محفوظ، والبعض قال إن أي اسم يبدأ بـ((با)) أصله من حضرموت، وهو يظن أنه عرف حضرموت قبل معرفته بعلي أحمد باكثير ..
يعتبر البطل أن حضرموت تدل على بعد سحيق، وأنه أدرك أن هناك صلة تربطه بها عندما طالع كتاب ((درة الغواص في معرفة أهل الاختصاص)) لسيدي العيدروس
لم يقصد البطل الجنوب عند زيارته الأولى لصنعاء .. وفي الثانية وصلها مع وفد ومن العجيب أنه وجد تشابهًا كبيراً بين ما خُط فيها وما خُط في جهينة مسقط رأسه في الصعيد .. وكان يبحث عن طائر لم ير إلا رسومًا تقريبية له هو ((الحجل الطائر)) له صفات نادرة وهو سبعة أنواع لم يبق منها إلا الحضرمي، ومما يشغله هل تعي الطيور، والحيوانات التي توشك أن تنقرص بأنها ستنقرض يحكي البطل أنه ذهب إلى مدينة سيئون قصد متجراً يبيع الفضة القديمة والأبواب وقد شغله أمر النقوش على الأبواب القديمة التي تشبه أبواب جهينة، صاحب المحل حكى له عن مصري يعرفه كثير الترحال، وأنه يعرف البطل من كتاباته التي ينشرها في الصحف اليمنية، ومن العجيب أن الرجل ذكر للبطل أشياء عنه لم يكتبها من قبل ولا يعرفها أحد غيره خاصة بفترات إقامته بأبيدوس والبر الغربي، بهرته قصور الطين وهي تشبه تركيبة الطوب الأخضر في مصر، يصف لنا القصر الذي دخله في سيئون، يفاجأ بلفافة بردي أمامه، إنها المدونات الأخميمية التي تسلمها من ذي النون في الرؤية لم يستفسر لأنه لا رد، وبدا أمامه اسم ((بونت)) ويرى أن حضرموت قريبة من تلك البلاد التي لم تحدد بعد، وهي على الشاطئ الآخر للبحر الأحمر، وهو متأكد أن شيئاً ما يحدث لا يمكن استيعابه، أخذ صاحب المحل البطل إلى مقهى، ينشغل بما شاهده في قصر الطين، ولفائف البردي، وأنه لم يستفسر، جلوس الشاب داخل المتحف وقول الشاب له: إذا كنت جئت تسأل عن العلم، فلا علم هنا، وإذا كنت تبحث عن مقاصد سعيك فأنت تاركه هناك وراءك ..
ملامح الرجل كأنها تجسيد للكلمة ((بونت)) لا يدرك البطل إذا كان يستدعي ما تحتويه المدونة أم يتوافد عليه
يتبع إن شاء الله
.....................
صالح شرف الدين

 


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016