نـور النبوة طـاف الكونَ يُحـييهِ
مـن موته وسـعى للعقل يُنْجـيهِ
من سطـوةِ الجـهلِ أو قـيدٍ يُكبِّلُه
أو زَيْغـةٍ من ضلال الفـكر تُرديهِ
فقـام يهفـو إلى الأنـوار مُرْتَقِبٌ
عساه يـحظى بوصـلٍ من تـدانيهِ
عـساه أن يحمـل الأنوار محتسـباً
أجـراً عظيماً لـدى الرحمن يُجزيهِ
ومبـلغ العـلم فـيه أنـه رجـلٌ
طاقَ الأمـانةَ لا أعـذارَ تُثـنِيهِ
هـو المعلـم موصـولٌ له نَسَـبٌ
إلى النبـوة ذاك الفضـلُ يكـفيهِ
عـلى يديه يصـير الحق منبلـجاً
وفي سناه يسوقُ الركبَ حـاديهِ
هـو المعـلمُ ليت النـاسَ تَغْـبِطُه
بالعلم يمضي وصـوتُ الحقِّ داعـيهِ
من أحرف العلم جاء الاسمُ مشتملاً
عـلى المكـارم والأخـلاقُ تُعْلـيهِ
قُـمْ
للمعـلمِ تبجـيلاً وتعظـيماً
فهو
المؤهَّـل للمعـروف يُسْـديهِ
كم سـال نهـراً بماء العلم يرسـله
إلـى القِـفـارِ بـلا مَـنٍّ ولا تـِيهِ
حتى
نَـمَت في رباه كـلُّ باسـقةٍ
وأينع
الزهـر فـي أنحــاء واديـهِ
وعـلَّمَ الطـيرَ ألحـاناً ترجِّـعُـها
ونظَّـم الشعـر في أسمـى معـانيهِ
وألبـس العقـلَ من أنـوار حكمته
ثـوباً قشـيباً وأفكـاراً تنـاغـيهِ
وخاض حرباً على الظلماء يمحـقها
وأيقظ الفجـر من نـومٍ يـواتـيهِ
لم يبـغِ شكراً على المعـروف يبذلُه
لم يـرجُ إلا رضـا الرحمـن باريـهِ
...................................
ابراهيم السمري