مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

احفظ الله يحفظك 1.....مقالة بقلم الاستاذ / هاني حسبو


احفظ الله



من الأمور المعلومة بديهيا أن الله عزوجل قد أرسل رسله للناس ليبلغوهم رسالات ربهم وكيفية عبادته وحده لا شريك له ثم ليربوا أقوامهم على هذا المنهج الرباني قال الله تعالى:
"هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"
وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الواجب خير قيام حيث حرص على أن يربى وينشئ جيلا فريدا لم يتكرر على مر العصور بهذه الصفات وهذه المؤهلات.
فكان من أعظم الوسائل التي انتهجها النبي عليه الصلاة والسلام في تربية أصحابه هي غرس العقيدة السليمة في نفوسهم منذ الصغر وتعليمهم أولويات الاعتقاد منذ نعومة أظافرهم حتى ينشأ الشاب أو الفتى وهو مدرك كل هذه التصورات والمفاهيم فينشأ عن ذلك سلوك سوى وأعمال مطابقة للفطرة السليمة.
معنا اليوم درس عظيم من هذه الدروس النبوية التي غرسها النبي عليه الصلاة في نفس غلام صغير هو عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، فلما تناول ابن عباس هذه الوجبة العقدية في صغره، أصبح أحد العلماء العاملين في تاريخ الإسلام.
روى الترمذي في سننه أن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال:
" كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)
هذه الكلمات اليسيرات تكفي لأن تكون منهجا كاملا لكليات التربية في العالم، تكفي لأن تكون دستورا يسير عليه الفرد والمجتمع لبناء المجتمع الصالح.
انتهز النبي عليه الصلاة والسلام فرصة وجود هذا الغلام خلفه على الدابة والنفس مستعدة لتلقى ما سوف يتلى عليها فأراد أن يعلمه هذا المنهج النبوي الفريد.
قوله صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك)
أمر منه عليه الصلاة والسلام للمؤمنين جميعا بأن يلتزموا أوامر الله سبحانه وتعالى ويراعى حقوقه عز وجل ويقفوا عند حدوده سبحانه وتعالى فإذا قام العبد بذلك كان الجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدا مصداقا لقوله سبحانه وتعالى:
"وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم"
وقوله عز وجل" فاذكروني أذكركم"
هذا الحفظ من الله تعالى على نوعين:
الأول: أن يحفظه الله تعالى في بدنه وماله وأهله ودنياه كما قال الله عز وجل:
" له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله"
أي ملائكة موكلون بحفظ العبد في حياته كلها.
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا بهذا الدعاء كل صباح ومساء:
"اللهم إني أسألك العفو والعافية، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي."
الثاني: حفظ الله لدين العبد فيحفظه مما قد ينقص من دينه أو يضله في دينه، فيحميه من المضلات والفتن. كما حفظ الله الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، نبيه يوسف عليه السلام من الفتنة كما حكى القرآن هذا الأمر:
"كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"
هذا الحفظ من العبد لأوامر الله يتطلب اقبالا من العبد لطاعة ربه وعباده وعدم التفريط في طاعته والتزام الأوامر والابتعاد عن النواهي.
وللحديث بقية ان شاء اله تعالى.
………………….
هاني حسبو


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016