أَشْرَقَ التَأويلُ لمّا وَجَبَا
حُلُماً عنْ عَيْنِهِ ما احْتَجَبَا
يا زَمَانَ الحُبِّ فيكَ انبهرتْ
لَهْفَةُ النَجْوَى... ولمَّا وَهَبَا
أَوْرَقَتْ في الْقَلْبِ صَبْوَتَهُ
وارْتَدَتْ أحْلامَهَا فَاقْتَرَبَا
من عيونٍ بالْسَمَا أنْ قَمَراً
فارْتَمَى فيْ حضْنِهِ وانْسَلَبَا
رَقْرَقَ المَاءَ تَعَرّى وَجَرَى
جَرَدَ الكُلّ رؤَىً واقْتَضَبَا
فَاعْتَرَاهُ عَارِضٌ فيْ يَدِهِ
إعْتِرَأض الرِيْحِ كَانَ السَبَبَا
قَدَمُ الظّلِ انْطَوَتْ عنْ أَثَرٍ
لوْ دَلِيْلاً حَسْبهُ لَاحْتَسَبَا
هل يغاث الرَمْلُ قَطْرَاً وَنَدَى
وحَنِيْنُ الْغَيْمِ عَنْهُ اغْتَرَيَا
ما لهَا نَخْلَتُنَا إنْ حَمَلَتْ
أسْقَطَتْ مَا احْتَمَلَتْهُ رطَبَا
وَيْحَها صَحْرَاؤُنَا هَلْ عُقِرَتْ
سَيُشَكُّ اليَوْمُ فِيْهَا النَسَبَا
تَمَّحِيْ عَنْ وَجْهِهَا صوْرَتَنَا
أَكَلَتْ أوْلادَها ......يا عَجَبَا
هبَّتْ الآلاْمُ فيْ دَوْرَتِها
أَلْهَبَتْ بالصَرْحِ ما كانَ خَبَا
بارْتِعَاشٍ صَرَخَتْ هامتها
دُوْنَهُ الْدُنْيَا وألاّ رَغَبَا
تَهْرُبُ الأَحْزَانُ لمّأ ومَضَتْ
رُوْحُنا الآمَالَ حتْى انْسَحَبَا
وسياج الليل أبقى طرقا
أفْصَحَـتْ أنْ لا تُزِيْحَ الحُجَبَا
دَعْ طُيُوْرِيْ بالْسَما يا قَفَصَاً
كَسّرَتْ قُضْبَانُهُ من وثَبَا
دَعْ جَنَاحَ الضَوْءِ يهْدي سُبُلاً
يَلْثُمُ الزَهْرَ يَضُمُّ الشُهُبَا
حدّثَ الآفَاقَ عنْ رايَتِهِ
عن فَضاءٍ جلّهُ مُغْتَصَبَا
وارْتَدَى عُمْرَهُ سَيْفاً ومَضَى
عَاْرِيَ الْصَدْرِ يُنِيْخُ الْرَهَبَا
فَبَكَتْ لَمّا رَأتْ طَائِرَها
حَوْلَهَا حُرَّ الْجَنَاحِ انْتَصَبَا
أمَّةٌ إيْمَانُها حَارِسُهَا
عَزْمُها للْنَصْرِ لا ما نَضَبَا
................
نبيل زيدان