مَـرّتْ كَـفَوْحَةِ عِـطْرٍ فَاصْطَلى كَبِدي
مَـنِ اضْطِرامٍ سَلَتْهُ النَّفْسُ مِنْ أَمَدِ
قَـدْ كُنْتُ أَحَسَبُني أَبْلَلْتُ مِنْ وَلَهي
وَإنَّـني عَـنْ هَـوى عَـشْتارِ في جَلَدِ
لـكِنَّني كُـنْتُ مُـغْضٍ عَـنْ هَواىَ لَها
أُخــادِعُ الـنَّـفْسَ أُرْويـهـا مِـنَ الْـفَنَدِ
تَـكَشَّفَتْ لـي غَشاواتٌ سَكِرتُ بِها
لَـمْ تُغْنِ رَشْفَتُها عَنّي فَعُدْتُ صَدي
تَـتابَعَتْ ذِكْـرياتُ الْـوَصْلِ في خَلَدي
وَمُـسْبِلُ الْـعَيْنِ بَـعْدَ الْـبَيْنِ لَـمْ
يَـفِدِ
تَــبـاعَـدَتْ طُـرُقـانـا وَالــزَّمـانُ جَــفـا
وَغـادَرَتْـني كَـتَـرْكِ الـنَّفْسِ لِـلْجَسَدِ
أَهْـفـو لَـها عُـدْتُ أَهْـفو يـالِعاطِفَتي
عـــادَتْ تُـذَكِّـرُنـي مـاأَفْـلَـتَتْهُ يَــدي
هَــلْ يـا تُـرى تُـرْجِعُ الْأيّـامِ مـاغَبَرَتْ
بِــهِ الـسُّنونُ وَتْـحْميهِ مِـنَ الْـحَسَدِ
عَـشْـتـارُ يـامُـنْـيَتي لازِلْـــتِ فـاتِـنَـةً
تَـخْطينَ كَـالرِّئْمِ عِنْدَ الْماءِ في الْوَرَدِ
قَـــدٌّ كَـــأنَّ قَــنـانَ الْـخَـطِّ مـانُـزِعَتْ
خَــضْـراءُ يـانِـعَـةُ الْأَخْــواصِ بِـالـثَّمَدِ
وَالّـلَـحْظُ يـاوَيـلَ قَـلْـبٍ ذاقَ نَـظْـرَتَها
كَـأَنَّـما هِــيَ سَـهْمٌ غـارَ فـي طُـرُدِ
هَـيْـفـاءُ نـاعِـمَةُ الْأطْــرافِ مُـرْهَـفَةٌ
رَقـيقةٌ كَـالنَّدى الـصَّيْفِيِّ في النُّجُدِ
وَجْـهٌ يُـضيءُ سَـنىً لِـلْعَيْنِ تَـرْمُقُهُ
وَالـثَّـغْـرُمُفْتَرُّهُ الْـيـاقـوتُ عَـــنْ
بَـــرَدِ
لَــوْ أَنَّـهـا نَـفَثَتْ فـي الـنّارِ لابْـتَرَدَتْ
أوْ أَنَّـهـا نَـطَـقَتْ تُـدْفي مِـنَ الـصَّرَدِ
وَالْـفَرْعُ لَـيْلٌ تَـغَشّى الْـفَجْرَ مُـعْتَنِقاً
جَـلَّتْ نُـصوعاً عَـنِ الْأَعْـجامِ وَالصَّغَدِ
لِـتِـلْـكَ يَــرْنـو فُـــؤادٌ مُـنْـهَـكٌ دَنِــفٌ
لَـوْتَعْلَمونَ بِـما في النَّفْسِ مِنْ كَمَدِ
تَـبـارَكَ اللهُ بــاري الْـحُـسْنِ خـالِقُها
أَضْـفـى عَـلَـيْها خِــلالاً دونْـما عَـدَدِ
عَلى الْبَسيطِ بَسَطْتُ النَّظْمَ مُتَّخِذاً
دَرْبــاً رَعـاهـا زِيــادُ الـشِّـعْرِ بِـالرَّشَدِ
مُـسْتَفْعِلُنْ فَـاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ
لَها صاحِبي كَالْحَبْلِ لِلْوَتَدِ فَالْزمْ
...............................
أحمد قطيش