أَقْبَلْتُ أَخْطُبُ وُدَّهَا .. فَتَعَوَّذَتْ مِنْ جرْأَتِي وَتَمَنَّعَتْ .. وَهِيَ اللَّعُوبُ وَكَمْ لَهَا .. مِنْ سَوْءَةِ وَاسْتَكْبَرَتْ .. بَعْدَ الصُّدُودِ ، وَأَدْبَرَتْ .. فِي عِزَّةِ سَابَقْتُهَا .. فَتَعَثَّرَتْ قَدَمِي .. بِأَوَّلِ خُطْوَةِ قُلْتُ ارْجِعِي .. بِاللهِ مَهْلاً .. لا تَرُدِّي رَغْبَتِي إِنِّي عَشِقْتُكِ مُذْ غَوَيْتُ .. وَقَدْ تَخِذْتُكِ جَنَّتِي وَلَكَمْ وَكَمْ أَغْوَيْتِنِي .. فَنَسِيتُ فِيكِ هُوِيَّتِي وَبَرِئْتُ مِنْ كُلِّ الَّذِينَ رَأَوْا .. بِأَنَّكِ فِتْنَتِي حَتَّى الرِّفَاق جَمِيعهمْ .. لَمْ يَرْغَبُوا فِي صُحْبَتِي مَاعُدْتُ أَذْكُرُ غَيْرَ أَنِّي .. فِيكِ أَعْشَقُ غُرْبَتِي إِنِّي .. وَأَنْتِ مُسَافِرانِ .. وَأَنْتِ زَادُ الرِّحْلَةِ كَيْفَ السَّبِيلُ بِدُونِ وَصْلِكِ .. لِلْهَوَى وَالَّلذَّةِ ؟ هَيَّا ارْجِعِي .. قَالَتْ لِمَنْ ؟!! أَنَاْ مَا خُلِقْتُ لِمَيِّتِ مَلْعُونَةٌ .، قَالَتْ نَعَمْ .، وَتَقُولُهَا مِنْ ذِلَّةِ إِنِّي أَنَا الدَّنْيَا .. وَأَكْثَرُكُمْ .. أَرَاهُ مَطِيَّتِي وَهَوَتْ بِرِدْفَيْهَا عَلَيَّ .. فَعُدْتُ أَلْعَقُ صَرْخَتِي
......
أحمد الجمل
|