غَمَائمُ الدّفءِ في الوُجْدانِ خابِيَةٌ
نَبيذُها ثَمِلٌ مِنْ خدِّهِ العَطِرِ
إنْ عُدتُهُ فَعِناقٌ حِينَ يَحضُنُني
وقبلةٌ خُطِفَتْ عنْ وجْنَةِ القَمَرِ
ضَفَائِرُ الجُرْحِ غلَّتْ في جَوَارِحهِ
كَما الجِبَالُ إِذا نامَتْ على حَجَرِ...
فَيُفْزِعُ القَلبَ مَنْ أَضْنَاهُ فُرْقَتُهُ
وهلْ لِغادِيةٍ شَوْقٌ الى سَفَرِ
ويَأْنَسُ الجُرحُ والخَمَّارُ مُؤنِسُهُ
كما تَشوكُ يدٌ مِنْ عُودِهِ الزَّهِرِ
يَبُثُّني مُضْغةَ الأَشْواقِ حارِقَةً
كما يُغمَّسُ سَيفٌ بالدَّم ِالهَدرِ
وأبْرَقَتْ بِضِياءِ الفَجْرِ أُمْنِيةٌ
إِذا الرَّبيعُ أَتَى مِنْ يانِعٍ خَضِرِ
وإنْ نَظَرتُ إِلى عينيهِ في خَفرٍ
تَأزَّرَتْ وجَنَاتُ الخدّ بالخفَرِ
مِسَاحَةٌ لِلقاءٍ كادَ يَحْمَعُنا
ولَيْلَةٌ بِنَفيسِ الدَّمعِ والدُرَرِ
وإِنَّنِي لِرَحيقِ الثَّغْرِ تائِقَةٌ
فُتِنْتُ بالعُودِ مِنْ شَوْقٍ إِلى وَتَرِ
أُراقِصُ الصَّبْرَ في أَحْضَانِ غُرْبَتهِ
كمَا السُّهادُ يُحاكِي فِتْنَةَ السَّهَرِ
أَصْبو إِليْهِ فَإِذْ بالمَوْتِ يَسبِقُني
تَحَجَّرتْ في المَآقي شَهقَةُ القَدَرِ
حَفاوَةُ العُمرِ غابَتْ في سَرائِرِهِ
كَمُقْلةٍ نَشَفَتْ من دَمْعِها الهَمِرِ
فيُزهِرُ القلبُ صَبراً لونَ وَحْدتهِ
كمنْ رَمَى زَمَناً في بُؤرَةِ الضَجَرِ
أُلْفِي التُرَابَ يَبيسًا فَوْقَ مَطرَحِهِ
فَقَدْ بَكِيتُ حُراقاً هَاطِلَ المَطَرِ
.......
ناهدة الحلبي