مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

سألتُ ...بقلم الشاعر المتميز / تفالي عبد الحي




سألتُ الكونَ: ممَّاذا تُعاني؟.........فقالَ: منَ التَّقاتل و الحُقود
فإنَّ الناسَ قَدْ نَبَذوا حَياةً...............يُغَنِّي سلْمُها حُلْو النَّشيد
ومَا مالوا إلى حُبِّ التصافي.....و رَمْي الحقْد في القعْر الوهيد
أَحبُّوا الحرْبَ ثمَّ دَعوا إليها..........و مَا هيَ غَيْر بَابٍ للهُمود
لقَدْ سلكوا طريقَ العنْف جهْلاً..و في الأيْدي السُّيوفُ بلا غُمود
فصارَ العيشُ مَأوى للمآسي..........و قبرًا للسَّكينة وَ الهُجود
طريقُ العُنْف سَالكها يُعاني.........فمَا فيها سوَى الألمِ الشديدِ
= = = = =
سَألْتُ الدينَ : ممَّاذا تُعَاني؟.......فقَالَ: منَ التَّجاهلِ وَ الجُحود
رأيْتُ المرْءَ للشَّهواتِ عبْدًا...........و للأَهْواء و المَالِ العَديد
فَجئْتُ أُكسِّرُ الأَصْفادَ عنْه...........لكَيْ يَرْتاحَ مِنْ عَيْش العَبيد
أَتيتُ أُحَاربُ الظَّلماءَ حَتَّى.............يَعمَّ النُّورُ أَرْجاءَ الوجود
أَصُدُّ عنِ الأَنام الجهْلَ صدًّا....وَ أحْمي العلْمَ منْ بَطْشِ الحَقود
فكمْ في الجَهْل مِنْ شيْءٍ مُضرٍّ...و كمْ في العلْمِ مِنْ شيْءٍ مُفيد
فإنَّ الجهلَ بَابٌ للمَهاوي...............و إنَّ العِلْمَ بابٌ للصُّعود
يَدي مَمْدودَةٌ للنَّاس مدًّا.......و حُضْني ليسَ فيه سوى الرَّغيد
طَريقُ الحقِّ تحْمي كلَّ قَلْبٍ.........منَ الأَمْراض و الهمِّ المَديد
وَويْلٌ للذي قدْ صَدَّ عنِّي.............و واجَهني بأسْلحةِ الجُحود
فإنَّ المرْءَ في خسْرٍ إذا لمْ ...........يَضَعْ في بَاله يوْمَ الوَعيد
عَن الدنيا سَيرْحلُ كلُّ شخْصٍ.............فما الدُّنيا بِدارٍ للخُلود
مُقام النَّاس في الدُّنيا قَصيرٌ........و يُخْتَمُ في النِّهاية بالهُمود
و مَنْ لله أَمْضاه سُجودًا...........لهُ خَيرُ الجَزاءِ على السُّجود
سَينْدمُ كلُّ شَخصٍ حينَ يمْضي...........عنِ الدنيا بلا زادٍ مُفيد
= = = = =
سَألْتُ الشَّيخَ : ممَّاذا تُعَاني؟........فقالَ: من الرَّتابةِ و القُعود
شَبابي منْذُ فارقني تَولَّى..........لَذيذُ العَيْش عَنْ قلبي الوَحيد
حَياتي لمْ يعُدْ فيها جَديدٌ............و كَانتْ سَابقًا مَأْوى الجديد
صَحبْتُ الدَّهرَ لكنْ خَانَ جُهْدي.......و كَافَأني بِأنْواعِ الصُّدود
فَفي عَهْد الفُتوَّة كنْتُ نجْمًا..............يَشعُّ بلا أفُولٍ أوْ خُمود
طُردْتُ منَ الشَّباب و كَانَ روْضًا......عَطاياهُ تَزيدُ عنِ الحدود
وُجودي لمْ يَعدْ شيئًا مُهابًا............كَأنِّي لمْ أكنْ مثلَ الأُسُود
لقدْ أَصْبَحْتُ في الدنيا وَحيدًا........حليفَ العَجْز وَ الهمِّ العتيد
فإنَّ العجْزَ إنْ أَضْحى غِطاءً........لِشخْص كانَ أَوْلى بالهُمود
دَوامُ الحُزْن قدْ أَبْكى عُيُوني........فَليْتَ البشْرَ يَظْهرُ مِنْ جَديد
لقَدْ ضَغطَ السّقامُ عَليَّ حَتَّى........سَمِعْتُ حديثَ سُكَّان اللحُود
فليتَ إليَّ يرْجعُ ما تَولَّى ...............لأنْسَى عَالمًا جمَّ القيود

.........
تفالي عبد الحي

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016