ما كنتُ أعلمُ للأشواقِ مائدةً
في عيدِ حبِّ هداياهُ من الذَّهبِ
أم قبلةٌ سُرِقتْ من خدِّ عاشقةٍ
أم عاشقٍ سكبَ الآهاتِ من وصَبِ
فتَّشتُ عنه فساقُ الوردِ مُنْكسرٌ
كالحبِّ هزَّ شِغافَ القلبِ مُضْطَرِبِ
قد أثقلَ السمْعَ في صمتٍ يُقابِلُهُ
حُبٌ لديَّ كساقِ النَّخلِ للرُّطبِ
يَنسى المواعيدَ من أهوى فأقرؤها
نصّاً على هاتفي أم داخِلَ الكتُبِ!
أنفقتُ من ثمراتِ الحبِّ وافِرَها
لم يُشْفهِ فنفحتُ العِطْرَ في القُشُبِ
طالَ التغرُّبُ ما حُمِّلتُ من لهَبٍ
يقتصُّ من نُقَبِ الأبصارِ مغتَرِبِ
قد زاحمتني على الأشواقِ لوعتُهُ
من لم يقُلْ لَهِجاً أهواكِ فاقتربي
لا يلحظُ العشقَ من يُطوى على ألمٍ
ما في الحشايا وفي الأجفان من نُحُبِ
ذاكَ العذوبُ وطيبُ المسكِ كَسْوَتُهُ
صهباءُ، أرشُفها من ثغرهِ العَذِبِ
إنَّ الفؤادَ إذا أنثرتَهُ حَبَباً
أَعشى المآقي كضوءِ البدرِ مُحْتَجِبِ
حتَّى القصائدُ لا تحلو بِقافِيةٍ
كالطَّيرِ شدوُكَ في الأفراحِ مُنْتَحِبِ
إِنْ كانَ للحُبِّ عيدٌ دُمتَ عاطِرَهُ
إِنْ صادقًا كُنْتَ أم تَهوى على كَذِبِ
.........
ناهدة الحلبي