القصيدة
@@@@@@@
عادت قوافلهم , وليلى لم تعد
والهودج المشبوب
يسكنه الأرق ْ
حدقتُ في مقل النساء
فلم أجد خلف النقاب ملامحي بين الحدق ْ
وسألت عن ليلى, ..
أجاب دليلهم :
كانت هنا حتى بدايات النفق
من يومها الإسفلت ضج بخطوتي
حتى أكاد بكل درب أنزلق
قالت تقارير المباحث :
لم تمت ليلى
اطمئن
.... وعندها زاد القلق
" تليفونها " المحمول بالصوت المبرمج
مزعج جدا , يردد منغلق
علقت صورتها على الجدران في
كل المدارس والنوادي و الطرق
وعلى "عواميد "الشوارع
في محطات القطار
وسائل النقل النزق
تلك الصناديق المكدسة
التي في شارع التحرير كانت تلتصق
ولخمس ساعات تطن
لخمس ساعات
أحس بأن شيئا يختنق
إذن المهم بحثت عن ليلى
" أقبـّل ذا الجدار وذا الجدار" كمن سبق
ووضعت في حصالتي كل الإشاعات التي
حينا فحينا تنطلق
شخص يقول بأنها كانت ويقسم :
تخدم الغرباء في بعض الشقق
ويضيف آخر قد رأى ليلى هناك
بسلم "المترو"
بأكياس المناديل الورق
ليلى على " الكورنيش " يوميا يدا بيد
وشيء فوق مقعدها شُنق
ليلى تدخن في المقاهي
والنراجيل استباحت ريقها لما شهق
ليلى ارتدت زي الحداثة في مدرجها
وشيء من أنوثتها سرق
ليلى الفضائيات أغرتها فمزقت الستار
وأشعلت هذا الشبق
لكنني لم ألتفت لإشاعة
يا ويحها لو أن قائلها صدق
ليلى التي كان الصباح تخومها
وتنام جرتها بنحنحة الغسق
الكلمة العذراء في فمها بخيمتها
ملثمة وتخجل إن نطق
البئر كانت , والرعاء وزحمة
ليلى على جنب مطأطئة العنق
جنية الماء التي لو أفصحت عن نفسها
قفز الجميع إلى الغرق
"أقسمت يا ربي , ويا رب الفلق
أقسمت يا ليلى بمن حقا خلق
أنت الحقيقة والشريعة والنسق
أنت الكلام إذا" تلخبط " واتسق"
إن كان فعلا ما يقال فكل شعر
قلته بين الضلوع قد احترق
إن كان فعلا ما يقال , فقد برئت
من الجنون وعن خيالك أفترق
لكن ليلى
لن تخون قلادتي
ليلى التي
عهدي بها يوما وثق
ما زلت أنتظر القوافل في المدى
فلعل هودجها
يجيء مع الشفق
===========
إطلالة عابره
@@@@@
أقول دائما أن القصيده فى معظم الأحيان تأخذ سمات صاحبها من هدوء وانفعال
من تسرع وتريث وتستمد ملامحها من ثقافته ، ومتعدد الثقافات تكون قصيدته
كقوس قزح بألوان الطيف الجميلة والمنسقة والأخاذة.
هكذا قصيدة ياسر أنور أحد الذين أشرقت شمس إبداعهم على عينى وبين يدى فزدت متعة بإبداعهم وكلما تفوقوا زدت فخرا، ياسر أنور الذى شهد له كبار النقاد فى العالم العربى أنه أميز شعراء جيله ، ولذا كانوا يزيحونه من بعض المسابقات جهارا عيانا لاعتبارات شخصيه واتفاقات نفعية، ويوم خرج فى من مسابقة شاعر العرب فى النهائى امام شاعر سورى كبير رغم أن ياسر تفوق عليه بشهادة المحكمين وحكى لى عن المهزلة وشاهدتها بنفسى قلت له لا عليك ستفوز بكل مسابقه تدخلها بعد ذلك، وقد كان فقد فاز بأربعة مسابقات كبرى عربيه ومصريه متتاليه.
يكفى هذا عن أحد رفقاء الدرب الشعرى، أما عن القصيدة فلن أطيل أسجل فقط بعض اللقطات السريعه على عصرنة العمل، كيف أتى ياسر أنور – وهذه إحدى سماته – برمز نسائى يحمل عبق التاريخ والجغرافيا عبق اللحظه والمكان والعاطفه ومبادىء واجتماعيات وظروف تلك اللحظه ليسقط عليها تاريخا وجغرافيا أخرى وعاطفه ومبادىء أخرى؟ فى عمل عمودى أصيل لكنه يحمل بين طياته تراكيب معاصرة ومفرادات حديثة ليقوم باستخدام المعادل الموضوعى كمحسن بلاغى يقوم على مفارقة التضاد ليس فى كل بيت من خلال المقارنة الحسية بل القصيدة كلها تضاد للحالة القديمة.
تعالوا نقف عند بعض دلالات العمل الأدبى عند ياسر أنور ومنها مساحة التفكير التى يمنحها للمتلقى مع إعطاءه اشارات دلالية كقوله
( وسألت عن ليلى أجاب دليلهم
كانت هنا حتى بدايات النفق )
تأملوا النفق وتأملوا ما يوحى اليه من انزلاق وتهاوى لأحوال تعيشها الأمه العربية منذ زمن ونحن الأن فى الثلث الأخير من هذا النفق ان شاء الله ، انها السياسة الخارجيه الخاطفه داخل قصيدة ياسر أنور الاجتماعية العاطفية المباغتة.
تعالوا نتأمل قولا أخر
( كانت تقارير المباحث
– لم تمت أطمئن –
وعندها زاد القلق)
سياسة داخليه خاطفة فما دامت المباحث هى التى تطمئنه على ليلاه اذن هى ليست فى مأمن والجميع يعلم جرائم المباحث وأمن الدوله .
وصورة أخرى
(شخص يقول بأنها كانت
– ويقسم –
تخدم الأغراب فى بعض الشقق)
ياسر يلمح الى الأمراء العرب فى شارع الهرم فى كل بلد عربى وليس مصر فقط وكيف أن بعض فتايات الجامعات الصغيرات الجميلات يذهبن للأحضان الحرام من أجل دينارات هؤلاء الأمراء.
وتأملوا صورة ياسر الرائعة
( ليلى تدخن فى المقاهى
والنراجيل استباحت ريقها لما شهق)
أخشى أن اتحدث عنها فأفسد جمالها تأملوها وتألموها مرات ومرات.
ياسر يعدد فى قصيدته ما آل اليه حال ليلاتنا فى هذا الزمن دون أن يدخل الى أسباب ذلك وعلاجه وغيره فهو يرصد حاله لا يشخص مرضا.
وكما بدأ ياسر بالنفق يتركنا فى النفق عندما يقول
( لكننى لم ألتفت لاشاعة
يا ويحها لو أن قائلها صدق)
ويعدد من خلال الإستعانه بأبيات قيس مفاتن وسمات ليلى الحقيقية ليلى الماضى والمأمول التى
( مازال ينتظر القوافل فى المدى
فلعل هودجها يجىء مع الشفق)
ترى ما هذه الشائعة؟ وهل هناك اخطر مما قال واصفا ما حدث لليلى هذا العصر .
إن ياسر أنور يؤكد ما قاله عبد الرحمن شكرى (الشعر هو ما أشعرك) وما قاله محمد مندور الشعر هو (ما ولد لديك انفعالات واحاسيس) ويؤكد أيضا أن تعريف السابقين للشعر بأنه (الكلام المقفى الموزون) كان ينقصه الكثير لأنه وقف عند الإطار ولم يتوغل فى العمق
هذه هى الحداثه فى ثوب الأصاله هذا هو التجديد فى إطار حدود العمل الفنى الذى يميزه عن غيره فالشعر شعر والنثر نثر وصدق نزار حين قال:
فالخمر تبقى إن تقادم عهدها خمرا وقد تتغير الأكواب
.............
إطلالة الشاعر المبدع / ناصر صلاح
هكذا قصيدة ياسر أنور أحد الذين أشرقت شمس إبداعهم على عينى وبين يدى فزدت متعة بإبداعهم وكلما تفوقوا زدت فخرا، ياسر أنور الذى شهد له كبار النقاد فى العالم العربى أنه أميز شعراء جيله ، ولذا كانوا يزيحونه من بعض المسابقات جهارا عيانا لاعتبارات شخصيه واتفاقات نفعية، ويوم خرج فى من مسابقة شاعر العرب فى النهائى امام شاعر سورى كبير رغم أن ياسر تفوق عليه بشهادة المحكمين وحكى لى عن المهزلة وشاهدتها بنفسى قلت له لا عليك ستفوز بكل مسابقه تدخلها بعد ذلك، وقد كان فقد فاز بأربعة مسابقات كبرى عربيه ومصريه متتاليه.
يكفى هذا عن أحد رفقاء الدرب الشعرى، أما عن القصيدة فلن أطيل أسجل فقط بعض اللقطات السريعه على عصرنة العمل، كيف أتى ياسر أنور – وهذه إحدى سماته – برمز نسائى يحمل عبق التاريخ والجغرافيا عبق اللحظه والمكان والعاطفه ومبادىء واجتماعيات وظروف تلك اللحظه ليسقط عليها تاريخا وجغرافيا أخرى وعاطفه ومبادىء أخرى؟ فى عمل عمودى أصيل لكنه يحمل بين طياته تراكيب معاصرة ومفرادات حديثة ليقوم باستخدام المعادل الموضوعى كمحسن بلاغى يقوم على مفارقة التضاد ليس فى كل بيت من خلال المقارنة الحسية بل القصيدة كلها تضاد للحالة القديمة.
تعالوا نقف عند بعض دلالات العمل الأدبى عند ياسر أنور ومنها مساحة التفكير التى يمنحها للمتلقى مع إعطاءه اشارات دلالية كقوله
( وسألت عن ليلى أجاب دليلهم
كانت هنا حتى بدايات النفق )
تأملوا النفق وتأملوا ما يوحى اليه من انزلاق وتهاوى لأحوال تعيشها الأمه العربية منذ زمن ونحن الأن فى الثلث الأخير من هذا النفق ان شاء الله ، انها السياسة الخارجيه الخاطفه داخل قصيدة ياسر أنور الاجتماعية العاطفية المباغتة.
تعالوا نتأمل قولا أخر
( كانت تقارير المباحث
– لم تمت أطمئن –
وعندها زاد القلق)
سياسة داخليه خاطفة فما دامت المباحث هى التى تطمئنه على ليلاه اذن هى ليست فى مأمن والجميع يعلم جرائم المباحث وأمن الدوله .
وصورة أخرى
(شخص يقول بأنها كانت
– ويقسم –
تخدم الأغراب فى بعض الشقق)
ياسر يلمح الى الأمراء العرب فى شارع الهرم فى كل بلد عربى وليس مصر فقط وكيف أن بعض فتايات الجامعات الصغيرات الجميلات يذهبن للأحضان الحرام من أجل دينارات هؤلاء الأمراء.
وتأملوا صورة ياسر الرائعة
( ليلى تدخن فى المقاهى
والنراجيل استباحت ريقها لما شهق)
أخشى أن اتحدث عنها فأفسد جمالها تأملوها وتألموها مرات ومرات.
ياسر يعدد فى قصيدته ما آل اليه حال ليلاتنا فى هذا الزمن دون أن يدخل الى أسباب ذلك وعلاجه وغيره فهو يرصد حاله لا يشخص مرضا.
وكما بدأ ياسر بالنفق يتركنا فى النفق عندما يقول
( لكننى لم ألتفت لاشاعة
يا ويحها لو أن قائلها صدق)
ويعدد من خلال الإستعانه بأبيات قيس مفاتن وسمات ليلى الحقيقية ليلى الماضى والمأمول التى
( مازال ينتظر القوافل فى المدى
فلعل هودجها يجىء مع الشفق)
ترى ما هذه الشائعة؟ وهل هناك اخطر مما قال واصفا ما حدث لليلى هذا العصر .
إن ياسر أنور يؤكد ما قاله عبد الرحمن شكرى (الشعر هو ما أشعرك) وما قاله محمد مندور الشعر هو (ما ولد لديك انفعالات واحاسيس) ويؤكد أيضا أن تعريف السابقين للشعر بأنه (الكلام المقفى الموزون) كان ينقصه الكثير لأنه وقف عند الإطار ولم يتوغل فى العمق
هذه هى الحداثه فى ثوب الأصاله هذا هو التجديد فى إطار حدود العمل الفنى الذى يميزه عن غيره فالشعر شعر والنثر نثر وصدق نزار حين قال:
فالخمر تبقى إن تقادم عهدها خمرا وقد تتغير الأكواب
.............
إطلالة الشاعر المبدع / ناصر صلاح
شكرا لك اختنا الفاضلة
ردحذف