إنِّي عشِقتُكَ رُدَّ ما حطَمَتْ يدي
من أكؤُسٍ برُضابِ ثغرِكَ تَرْفُلُ
كَمْ لائِمٍ في الحبِّ قد برَحَ الهَوى
إنَّ القُلوبَ بَراقِعٌ تَتبدَّلُ
أَنَسيتَ نَقْتَسِمُ المَغيبَ، ووَحْدَتي
لونُ الغُروبِ، أنينَ وجْدِكَ يَحْمِلُ
أَنَسيتَ نَمْتَشِقُ الكَآبةَ مَوْعِدًا
كَنُحولِ صَبْرِكَ كالمَنِيَّةِ تَعْجَلُ
تَنْشَقُّ عن مَطرٍ وتُوثَقُ بِالنَّدى
والياسَمِينَ على الشّفاهِ أُقَبّلُ
فخَدَدْتُ في وجَناتِ قلبِكَ مَوْطِني
كالخَمرِ تَنهَلُهُ الشّفاهُ فتَثمَلُ
وأَطوفُ من قِمَمِ الجِبالِ، رواسيًا
إنَّ الرواسِيَ في مَداكَ تَخَيُّلُ
تستوثرُ القلبَ الذي وهبَ الدِّما
إِنّي سَخَيْتُ فما لقلبِكَ يبخُلُ!؟
إنَّ الجنونَ لديَّ خَضَّبَ صمتَهُ
هل لِلحبيبِ إذا أَحبَّ تَعَقُّلُ!
أشْفى الجِراحَ بِمَدْمَعي فحزينَةٌ
من عُمرِ أورِدَتي ولا أَتَدلَّلُ
أتصيّدُ القمَرَ المُنيرَ بوَجْههِ
وبهِ البُدورُ كما النُجومُ تُشَعَّلُ
إِنّي أُحِبُّكَ حَدَّ عدّ تُرابِهِ
والفَيْضُ رحمَتُهُ، ولَيتَكَ تَعدِلُ
إنّي أُضَاحِكُهُ الزَّمانَ لِعلَّةٍ
أنّي إِليكَ إِذا دَنَوْتُ سأُعْذَلُ
بَلَّلتُها بالخمرِ فاحَ رحيقُها
أَبِغَيرِ خمرِكَ ذي الشّفاهُ تُبَلَّلُ
إِنْ كُنتَ دائِي، فهْوَ مِلحُ خطيئتي
أو كُنْتُ داءَكَ ما حَييتُ سأُقْتَلُ
..............
ناهدة الحلبي