رسمْـتُ بين القِبابِ الخضْرِ بغْـدادا
كنْ أيها الشِّـعر حولَ النهرِ حَمَّــادا
بعضُ النخيلِ يريدُ الشِّعرَ مـوعِظـةً
والحبُّ يتلُــو حروفَ الصبرِ أمجَـادا
إنْ فارقُـوكَ وراءَ الحُـلـمِ مبتَـئِســاٌ
رتَّلْــــتُ حُلمَــكَ أنسامــاً وأعْيــادَا
في كلِّ أندلسٍ مِــنْ أرضِ غُـربتِــنا
بقيَّــةُ الحزنِ تبكِـــي شاعـراً سَادَا
لأبجـديِّـــةِ هـــذِي الأرضِ يعرِفُـنا
مَـن لامَسَ النجمةَ الزّهـراءَ أو كَادا
يا حبُّ ..بعضُ السَّنَا مِن نهرِ دِجلتِنا
هَــدَى الأحبَّــةَ أحفـــاداً وأجْـدادا
فحيثُـمـا لمسَـتْ كفَّــاكَ شاطِـئَـهُ
مجَّـدْتَ في حَـرَمِ التاريــخِ قُـوَّادا
إنـّا تركْـنا نخيلَ الشامِ مبتـهِـلاً ..
سَلُــوه كيفَ يظـلُّ الحـبُّ ميعـَادا
رفيقَتِــي هذهِ السمراءُ منـْذُ غــدٍ
باللهِ .. يا أنتِ .. ظَلِّـي فِيَّ مِيلادَا
سكَتِّ في حضرتي حتّى إذا رجعَتْ
يمامـةُ الـدّارِ صَــارَ البَـوْحُ أورادَا
قولِي لِـآدم ـَ إنْ وافَتْكِ دمعَتُــهُ :
" تفـَّاحةُ الصبرِ ليستْ ها هُنا زادَا "
عدْنا إلَى الحبِّ زُهَّــاداً ، فقيلَ لنا
: مواجدُ الحـبّ لا يفجَـعْـنَ زُهَّــادا
أسْرِجْ خيولَكَ يا موسَى صحَائِفِنــا
هارونُ.ناسِكُ هذِي الأرضِ قد عَادا
ميثاقُ ( والتّينِ والزّيتـونِ ) نرقُبُـه
لــــولاهُ كانَ جنــودُ الـحقِّ آحَــادا
لكلِّ ( مريمَ ) في تاريخِ قرطبـــةٍ
ما يجعـلُ الكونَ كـلَّ الكونِ بغدادا...
بقلمي .. عمرو محمد فوده