صَــبْـراً أُخَــيَّـةَ فَـالـزَّمـانُ مُـعـانِدي
قَـلَـبَ الْـمِـجَنَّ بِـوَجْـهِ أُمَّــةِ أَحْـمَدِ
.
قَـدْ فَـاضَ مِـنْ جُحْرِ الْأَفاعي هَادِراً
سَـيْـلُ الْـعَـداوَةِ لِـلـسَّبيلِ الْأَرْشَـدِ
.
طَــــامٍ كَـإعْـصـارِ الْـمُـحـيطِ تَـرَيْـنَـهُ
يَــجْـتـاحُ كُــــلَّ مُــسَـلَّـحٍ وَمُــجَـرَّدِ
.
وَكَــأَنَّـنـا خَــصْـمُ الْـخَـلائِـقِ كُـلِّـهـا
وَكَــأَنَّـنـا سَــبَــبُ الْــبَـلاءِ الْأَوْحَـــدِ
.
مَــاكـانَ ضَــرَّهُـمُ الـتَّـعَـصُّبُ بَـيْـنَنا
لَــكِـنَّـهُ حِــقْــدٌ ذَمــيــمُ الْـمَـقْـصِدِ
.
يَــتَــعَـلَّـلـوُنَ بِــفِــكْــرِنـا وَتُــراثِــنــا
وَغَـبـاءِ بَـعْـضِ الْـمُسْلِمينَ الْـمُجْهِدِ
.
مــاكــانَ جَــهْــلاً مِـنْـهُـمُ بِـعَـقـيدَةٍ
وَشَـــريــعَــةٍ وَتَــخَــلُّــقٍ وَتَــعَــبُّــدِ
.
لَــكِـنًّ رُعْـــبَ الْـواقِـعـاتِ يَـحُـزُّهُـمْ
بِـأَسِـنَّـةٍ وَسُــيـوفِ جُــنْـدِ مُـحَـمَّدِ
.
فَـالْـغَرْبُ يَـمْـحَضُنا الْـعَـداءَ مُـداهِـناً
وَالْـشَّـرْقُ مَـسْـكونٌ بِـحِقْدٍ أَسْـوَدِ
.
وَهُــتـافُـنـا ألـــلــهُ أكْـــبَــرُ عُـــــزَّلاً
تَــمْـكـو فَـرائِـصُـهُـمْ إلَــيْـهِ بِــأُرْعُـدِ
.
بِـتْـنا الْـغُـثاءَ فَـأَسْـرَجوا أفْـراسَـهُمْ
أَفَـكَـيْـفَ لَـــوْ كُــنّـا بِــدَرْبٍ واحِــدِ؟
.
ألـــلــهُ أكْـــبَــرُ لا نَــمَــلُّ هِـتـافَـهـا
فَاللهُ أكْــبَـرُ مِـــنْ سِــواهُ بِـسَـرْمَدِ
.
سَـنَـظَـلُّ نَـأْمَـلُ بِـالْـخَلاصِ يُـقـيلُنا
مِــنْ عَـثْـرَةٍ لَـيْـسَ الْـهَـوانُ بِـخـاِلدِ
.
لَــوْلا الْـجِـهادُ وَذِكْــرُهُ مُـتْـنا عَـلـى
شُـعَبِ الـنِّفاقِ وَصَـلْيِ جَـمْرٍ مُوْقَدِ
.
مَـسَـكوا الْأَزِمَّــةَ بَـعْدَ نَـوْمِ مـاصَحا
يــانُـوْمُ طـالَـتْ غَـفْـلَتي وَتَـجَـمُّدي
.
هَـــذي دِمــانـا تُـسْـتَـباحُ رَخـيـصَةً
أعْـمـارَنـا أَذْكــارَنـا فــي الْـمَـسْجِدِ
.
فــــي شـامِـنـا وَعِـراقِـنـا أحْــوازِنـا
وَلِـقُـدْسِنا الـثَّـكْلى يَـفيضُ تَـنَهُّدي
.
وَدمَــشْـقُ أَنْـهَـكَها الْـكـفورُ مُـتَـبِّراً
سَــفَـكَ الـدِّمـا جَــوْراً وَلَــمْ يَـتَـرَدَّدِ
.
وَبِـحِمْصَ قـامَتْ لِـلشَّهادَةِ سُـوقُها
رَقَـــتِ الْأحَــبَّـةُ لِـلْـجِنانِ بِـمَـشْهَدِ
.
مِـــنْ أَعْــيُـنٍ لَـبَـني أَبـيـهِمْ غَـلَّـها
قَـيْـدُ الـتَّـعاجُزِ عَـنْ دِفـاعِ الْـمُعْتَدي
.
وَمَـعـالِـمُ الـشَّـهْباءُ أَوْدَتْ شُـخَّـصاً
أَبْــصـارُهـا تُــشْـكـو لِـــرَبٍّ مُـنْـجِـدِ
.
وَحَماةُ طالَ بِها الْمُقامُ عَلى النَّوى
عِنْ نَسْمَةِ الْفَجْرِ الْمَشوقِ لِيبْتَدي
.
وَعُـــروقُ حَـــوْرانٍ تَــواصَـلَ نَـزْفُـها
لَــمْ تَـلْـفِ مِــنْ آسٍ لَـهـا وَمُـضَـمَّدِ
.
فِـرْعَـوْنُ أَنْـتَ ؟ أمـا كَـفاكَ تَـجَبُّراً ؟
سُـورِيَّـتـي شُـهْـدائَـها لَـــمْ تَـعْـدُدِ
.
فَـمِـئاتُ آلافٍ الـضَّـحايا قَــدْ مَـضَـوْا
عِـنْـدَ الْـمَـليكِ لَـهُـمْ كَـريمُ الْـمَقْعَدِ
.
هَـلْ أَهْدَرَ اللهُ الدِّما مِذْ أُعْصِمَتْ ؟
فَــبِـأَيِّ ديـــنٍ حُـلِّـلَـتْ أَوْ مَـعْـبَـدِ ؟
.
الــــرُّوحُ تَـهْـفـو لِـلِـكـرامِ تَـقـاطَـرُوا
وَنَجيعُهُمْ مِسْكٌ الشَّهادَةِ في الْغَدِ
.
سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْ رَبِّكِ الْحُسْنى وَقَدْ
يَـعْـتامُ هَــذا الْـمَـوْتُ خَـيْرَ الـسُّجَّدِ
.
فَـازوا بِـإحْدى الْـحُسْنَيَيْنِ فَـأَصْبَحوا
فَـرَطـاً لِـنَـصْرٍ قَــادِمٍ فــي الْـمَـوْعِدِ
.
صَـدَقـوا الإلَــهَ وَصُـدِّقـوا وَتَـصَـدَّقوا
بِــكَــرامَــةٍ لِــلْــعُـرْبِ أَيُّ تَـــجَــرُّدِ!
.
وَغَــــدَاً تُــزَغْــرِدُ لِـلْـفَـخـارِ حَــرائِـرٌ
وَيَــطَـيـبُ إنْــشـادٌ لِـنَـصْـرٍ أَمْــجَـدِ
.
هَـــذا بَـشـيرُ الـصُّـبْحِ لاحَ لِـمُـبْصِرٍ
إنّـــــي أَراهُ مُــنَــوِّراً وَكَــــأَنِ قَــــدِ
.
سُـورِيَّـةُ الْـمَـجْدِ الَّـذي مـايَنْقَضي
دارَ الــزَّمـانُ وَجــودُهـا لَــمْ يَـنْـفَدِد
.
أحــمــد قــطــيـــش