سنين العمر تعدو بي في قفاركْ.....
وإلى متى أحيا مرارتِ انتظاركْ....
لا انت مرتحل بقافلتي...
ولا عشقي يسافر في قطاركْ ...
لا تنتظرْ ....
يا عوسج المنفى المهاجرْ....
فرفيفُ أجنحة المنى ...
تدمي كأنصال الخناجرْ....
سفكتْ دمي ...
من الف عام ...
عندَ أضرحةِ الجحودْ .....
وتحت أعوادِ المنابرْ....
لا تنتظر سكنَ الخوالجِ ...
في فصولٍ راحلاتٍ ..
فوق أجنحةِ البشائرْ..
في مسيرٍ ممطر الحسراتِ
يُفضح فيه عصيانُ السرائرْ.....
لا تنتظرْ ...
فقطار روحي فوق جسرِ الأمس سائرْ .....
ليس ينتظر ال(متى) .......
حتى يغادرْ....
في رحاب الطهرِ ...
يحدو هودجُ الحبّ ...
بأعقابِ الحرائرْ.........
في مشيبٍ يزرع الاحساسَ في وادي العواطفِ .....
بين طيّاتِ الظفائرْ.....
لا تنتظر .....
فتعيش مثل الاحرف الفصحى ...
بمصفرِّ الدفاترْ.......
أو مثلَ قافيةٍ تسافرُ في بحور العشقِ...
في وجدان شاعرْ.......
لا تنتظر ......
امضي بدربك كالمسافرْ ......
الزادُ من ملحِ الضميرِ .....
اذا صفا...
والماء ُمن فيضِ المشاعرْ....
لا تنتظر .....
روحي تعانق دربَها.....
بين البداوةِ والحواظرْ.....
وتطير نحوك ...
فوق اكتاف الحنينِ ...
بجنح طائرِ .....
يا ايها الطللُ الحبيبُ ...
إلى متى ...
تستوطن الحدقاتِ...
في رمضِ الهواجرْ.....
وإلى متى ...
أحياك منتظرا ......
أعاقرُ حزنَك المسفوحِ من نبض الوريدِ...
وانت من شريان إحساسي تغادرْ.....
إنّها الاقدارُ ......
أنْ أحياكَ ....
في كل العراقِ...
وانت في كلي تقامرْ....
أأعيشُ جائحةَ المُقامِ...
وانت عن وطني تهاجر.....!!!!
لا تغامرْ...
فالحياة ُ اليومَ ليلٌ دون آخرْ...
لا تنتظر...
فقديمُ وجدكِ ليس يبدو...
في القلوبِ...
سوى أنينٍ يندب العمرَ...
وخطواً في دروب الليل عاثرْ...
لا تنتظرْ....
فهنا القطارُ معطٌّل...
والوجد صار معطلا...
والحبُ فينا صار فاترْ
لا تنتظر...
لا شئ يبدو للنواظرْ
الا مسافاتُ المنى...
حتى لقد تاهتْ علينا في نواظرِنا المناظرْ
لا تنتظر
فالوجدُ يبقى اولا...
وأنا من الماضين مجمرة الأواخرْ....
لا تنتظر أبدا صبابات المهاجرْ...
لا تنتظر يوما تعود الطيرُ ترفلُ بالهواجرْ...
لا تنتظر...
إلا هوىً في اللهِ...
تحمله الضوامرْ...
لا تنتظر ممن تحبّ...
سوى الدلالةِ للهدى...
مرآة روحٍ تعكسُ الصدقَ بطياتِ السرائرْ...
إمّا إزوررتَ فإنّهُ الرحمنُ...
أكبرُ هاديا من كلِّ كابرْ......
................
سلام جعفر