مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قلب .. إبتدائي ____ بقلم الاستاذ / الكحلاوي المصري


أتذكر مدرستي الإبتدائية _ كان بجوارها ( جرن ) مكان يدرس فيه الأرز من
كل عام , وكان يترك فيه القش _ وكنا نجلس نلهو علي القش حتي يأتي
وقت دخول المدرسة .. وفي ركن من هذا الجرن , كانت تجلس وسط
صديقاتها كالوردة وسط البستان وحولها أصدقائها كالفراشات الملونة.. _
كنت أنظر إليها من وراء شجرة قريبة أختلس النظر إليها ..متمنيا أن تتيح لي
الظروف وأنظر اليها عن قرب لأري لون عينها أو تحصل المعجزة وألمس كفها
وبينماكنت أتواري خلف شجرتي أنظر إليها من بعيد وأهيم في خيالاتي
وحشنى صوتك يا امل..
ووحشنى جرس الفسحة
لما يلمنا ف أرض الطابور..
ووحشنى ضلك بلمسه ع السور..
وحشتنى روحى بتنكفى
ساعة ما كنتى بتختفى..
..واجرى والف وادور..
وحشتنى فجأة نظرتك
لو جت ف عينى والحياء مبدور..
نفسى أشوفك يا أمل..
نفسى اشوف النور......

..إذ رأيت عصبة من الغلمان تقف أمامها
يعكرون علي تأملاتي لزهرتي الجميلة .. أظلمت الدنيا فجأة أمامي بعد
أن كان يملؤها نور الشمس .. كيف أتصرف مع هؤلاء الصبية.. وكيف انافسهم
في لفت إنتباهها وكل فرد فيهم يفوقني حجما وجرأة .. فجسمي الضعيف
وخجلي الذائد يجعل فرصتي ضعيفة في المنافسة كيف أتصرف .. هل أتنازل
عن زهرتي _ لا .. لا _ محال _
ولكن كيف أتصرف مع هؤلاء الغلمان فهم كثر
.. فكرت كثيرا ولم أجد غير الحيلة .. وجدت الحل .. إنه تامر عضل صديقي
في الفصل فقد كان تامر يمتاز بجسم فارع .. عريض المنكبين , لا يمت
للمرحلة الإبتدائية بصلة وكان له هيبته بين الجميع .. ولكن كيف لي وأنا
الضعيف أن اقنع هذا العضل بمساعدتي _ نحن أصدقاء نعم _ ولكن لا يوجد
شئ مجاني في هذه المرحلة .. لم أجد سبيل غير رشوته _ ولكن كيف _
وبما أرشوه .. نعم تذكرت _ كنت ألاحظ أنه يراقبني في فسحة اليوم الدراسي
وأنا أتناول طعامي _وذاد إعجابه به عندما شاركته يوما ساندوتشا منزليا
كانت تعده لي أمي _ وكنت أري في عينيه الرغبة في إعادة المحاولة _
وبينما كنت أفكر تحت الشجرة بالقرب من زهرتي _ إلا وتامر عضل يقترب من
بعيد في اتجاهي - تهللت فرحا ودعوته إلي .. وعرضت عليه المساعدة ..
وحكيت له معضلتي _ وجري لعابه عندما عرضت عليه (ا لساندوتش الخاص بي)
مكافأة له حال مساعدتي _ لم أنتظر منه ردا _ ماهي إلا لحظة
ووجدته ينطلق كالثور الهائج وسط الخصوم _ وكان يمسك بالفرد منهم ويرفعه
بكلتا يديه ويطوحه في الهواء ويلقيه بعيدا عن زهرتي _ وأخذ يلوحهم واحد
تلو الأخر كالكره ويقذفهم بعيدا وفي ظل حميته وتفانيه في المهمه إلا وفجأة
لم أشعر بنفسي إلا وأنا معلق علي يديه يرفعني عاليا وهو يزمجر كالأسد
من حماسته - إلا وبي وأنا في الهواء بين يديه أصرخ فيه قائلا ..
++ دا أنا ياتامر يخرب بيتك ..
== إنت مين ؟
++ بص فوقك أنا الساندوتش يا غبي _
ولكن قد فات الأوان فقد سقطت من بين يديه .. ولكني سقطت بجوار زهرتي
مباشرة التي كانت قد ضجرت من الصخب حولها من شجار الصبية.. ولم تجد
سواي لتعلن عن غضبها .. فرفعت يدها وضربتني علي كتفي ..
نظر إلي تامر عضل ووجهه يعتليه نظرة فقدان الأمل في المكافأة , ولكني نظرت إليه مبتسما
.. فقد لمس كفها كتفي _ وظللت طوال اليوم أضع يدي علي
كتفي مكان كفها _ ربما لم تسمح لي الظروف هذه المرة بلمس كفها ولكني
اكتفيت اليوم أن ألمس مكان كفها ..
وذهبت افكر ماذا أفعل بساندوتش الغد ..
____ تـمــت ____
الأبيات الشعرية بالقصة للشاعر الرائع / حمدي موسي

..............
الكحلاوي المصري

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016