سقطتْ عنِ الباغِي جميعُ الأقنعَةْ
ما أظلمَ الحبَّ الكبيـرَ وأوجعَـه !
طفــلٌ علَـى قدْرِ الفجيعةِ غـارقٌ
وأبٌ ـ كأنْ لمْ يبْكِ ـ يذرِفُ أدمُعَهْ
كفـنُ الصغيـرِ رِمالُ أنبلِ شاطئٍ
أَعَـرَفْتَ يا كفَنَ الصغيرِ تضَرُّعَهْ ؟
ماذا نُـكَتّـمُ مِـنْ جراحِ قلوبِــنا
والخوفُ عانَدَهُ الصغيرُ فَروَّعَهْ
أبحرْتَ رهــْنَ الفجرِ تطلبُ ضوءَهُ
ورسوْتَ طيَّ الشطِّ تلعنُ مصرَعَهْ
إنّ العروبــةَ ليـسَ تذكُرُ مجـدَها
إلا لِتَـذكُـرَ يُـتْمَ وجهِــكَ أجمَـعَـهْ
لم يبْـقَ غيــرُ الموتِ قِـبلةُ نـازحٍ
اليتْـمُ مِن كفِّ الرمالِ تجَــرَّعـَـهْ
ستموتُ وحـدَكَ يا صغيرِي مــرّةً
ويقينُ قلبِكَ ـ مثْلُ قلبِكَ ـ أشرِعَةْ
ونمــــوتُ ألْـفاً ثُـمَّ ألْـفاً ثــمَّ لا
غرِقَ الصغيرُ ولا شَـهِدْنا مصرَعَهْ
يا رمْـلُ دَوِّنْ ذكــرياتِ طفولتِـي
والصبحُ أنـورُ ، والقصيدةُ طيِّـعَةْ
وسراجُ منــزِلِنا القديمِ كمــا أرَى
الضّـوءُ زيّــنَـهُ هناكَ فأبــدَعَـــهْ
مِن خلْـفِ نعْشي ألْفُ ألْفِ يمامةٍ
وقفـَـت وراءَ صغِـيرِها لتوَدِّعَــهْ
قالوا : "بلادُ العرْبِ أوطاني "ولمْ
يكُ صادقـاً صوتُ الكبـارِ فأسمعَهْ
فـوقَ الشواطئِ ميُّتون .. ودمعةٌ
للشّمسِ ، بنْتِ الحزنِ ، آخرِ قبَّعَةْ
فوْقَ الشواطـِئ ميِّتونَ ..وقلْ لهمْ
: لِلأرض أنْ تنسَى الغريقَ وتفْجعَهْ
فـوَق الشواطِـئ ميِّـتون .. وعاشقٌ
رمْلُ الشواطـِئِ منذُ فجـرٍ شيَّـعَـهْ
وبرغمِ ( أمجادِ ) العروبةِ .. راحـلٌ
عنْ صوْتِ طائرةٍ .. وقصْفِ مدَرَّعَـةْ
( ودِّعْ هريْرَةَ ) إنّ أجملَ ضِـحكَـةٍ
أنْ توقِـظَ الطفلَ الرضيعَ وتُشبِعَهْ
( بانتْ سعادُ ) وأنتَ صوفِيُّ الحدَا
دِ .. وكلُّ أثوابِ الحِــدَادِ مَرَقّعَـةْ
( هل غادرَ الشعراءُ ) شَامَ قلوبِهم
والليلُ داجٍ … والحكايةُ مُـوجِعَـةْ ؟
( ريمٌ علي القاعِ )القصائدُ بعضُها
عمياءُ .. تجمَعُ كحلَـها لِـتُضيِّـعَـهْ
اقرأْ ( سلُوا قلبي غداةَ ) تركتَنِـي
واصْـرُخْ بِشعـرِ الفخرِ حتَّى تجمعَهْ
لا تنطِقُـوا بِاسْـمِ ( العروبةِ ) إنَّـما
بِاسْـمِ الإِلَـهِ لعنْـتُ كلَّ الأقنِـعَـةْ ..
........
عمرو محمد فوده