القصيدة
(وصفه بلدى)
شعر: احمد التبينى
هات حبهان ومستكه
وشويتين من عرق مان
وشويه من ريش الحمام
ودم ناشف من زمان
كان اصله مسك على الرصيف
وهات لى ملح وكام رغيف
واياك تجيب لى لبان دكر
عمر المياعه ماكات ف يوم ابدا دكر..
هات ثمره ناضجه على الشجر
على شعرتين
ويكونو بس عرقانين
على ضفر مظلوم واستوى
على مخ طازه
لسه ديساه مجنزره
واوعاك تجيب الصبر دا
كتير مرترط ف البلد
وهات شويه من دموع
طفل وصبيه وكام ولد
على كام حجر
مرسوم عليها دُره عاش
ف الف غيره بيتولد
وبُق من نيل الجلد
وجلد طاب لما انجلد
واستنى لنزول المطر
على ارض نشفت م العطش
هات حفنتين ميه وعطش..
واطحن دا كله بالحجر
غمض عينيك
فتح عينين ماكانوش عينيك
هتلاقى ادامك جدع..راجل دكر
له وحشه غايب من سنين
وف كل مجلس يتذكر
قالوا: صلاح
انا قلت دين
مهما حصل رح ينتصر
مهما حصل رح ينتصر
...................................
الشاعر أحمد التبينى
***********************
قراءة فى قصيدة الشاعر احمد التبينى.....وصفه بلدى........................... ..بقلمى حمدى موسى
وصفة بلدى.......هذا هو اسم القصيدة للشاعر الأستاذ أحمد التبينى اختار الشاعر اسم (وصفه بلدى) وكأنه يريد أن يقول أن هذه التركيبه والوصفة لا يمكن أن تصلح إلا لبلدى يقصد مصر الوطن .....كنت افضل أن يكون الإسم منفصلا عن بعضه هكذا...وصفه.......بلدى ... فى هذه الحاله يكون الشاعر قد اعطى انطباعين معا وهما أن هذه التركيبه وصفه أى علاج ثم المسافه تعبر عن أن الألم يكمن فى بدن الوطن
.......................................
هات حبهان ومستكه
وشويتين من عرق مان
وشويه من ريش الحمام
ودم ناشف من زمان
كان اصله مسك على الرصيف
وهات لى ملح وكام رغيف
واياك تجيب لى لبان دكر
عمر المياعه ماكات ف يوم ابدا دكر..
......
فى هذه المقطوعة اختار الشاعر أن يبدأ بكلمة(هات) وكأنه يريد ان يقول ربما قاصدا أو ربما اضطرته الجمله الشعرية لتلك الكلمه التى تعنى أنه يحتاج العون والمساعدة فطلب من آخر بكلمة (هات) ثم دلف الشاعر إلى ما بشخصية المجتمع المصرى من ميله دائما إلى وصفة طبيعية من أعشاب يؤمن المصريون من أنها علاج فعال غير ضار لأنه لا يحتوى على تدخلات كيماوية وكأنه يريد أن يقول أن مشكلاتنا لا تحل إلا بما هو كامن فى شخصيتنا ولو اردنا أن نأتى بحل من الخارج فهو حل ضار وغير مفيد بل ربما يعقد المسأله أكثر ولن يأتى بعلاج فعال......ولكن ختامه لتلك المقطوعة كان ختاما به توريه ومجاز فأراد القول بان شخصية المصرى هى شخصية الرجال الأشداء الذين يؤمنون بأن الذكر هو الرجل وهو يتماشى تماما مع المعتقد السائد خطا بأن الذكورة هى الرجولة ولكن اختيار اللفظه يدل على المعنى المراد بصرف النظر عن المعنى الأشمل ولو كان اختار كلمة رجل لكانت افضل خصوصا أن كلمة رجل لا تخرج عن الميزان الشعرى ولكن تقرا بالفصحى وفقط......
............................
هات ثمره ناضجه على الشجر
على شعرتين
ويكونو بس عرقانين
على ضفر مظلوم واستوى
على مخ طازه
لسه ديساه مجنزره
واوعاك تجيب الصبر دا
كتير مرترط ف البلد
....................
فى هذه المقطوعة ايضا بدأ أحمد التبينى بكلمة (هات) وكأنه لا يزال مصرا على العون وطلب المساعدة وكانه ينادى بصوت عال أن هلموا يا اهل بلدى اقبلوا فالوطن يحتاج منا جميعا إلى المدد والعون وكلمة ...هات..... هى كلمة نكرة لو قلتها مفرده لم تعن أى شئ ولكنها لو دخلت فى سياق الجمله تدل على معنى الطلب وهى كلمة وكأنها أداة نداء للبعيد الألف مد فى الكلمة يشعرك بنداء على بعيد أو على غائب وهنا الشاعر يستخدم الكلمة المعبرة تماما عن الصرخة ولكن الصرخة المكتومة......ثم
استخدم مفردات تدل على مشهد من مشاهد الثورة وكأنه فانتقل بنا على ميدان التحرير او ربما ميدان آخر فيه من الشهداء الذين دفعوا ارواحهم فى سبيل الإيمان بالفكرة والحلم الذى راودهم لبناء وطن جميل بمفردات الثورة التى ربما تكون هى السبيل الوحيد لتغيير مجتمعى شامل ثم حذر من الصبر فى كلمة ...إوعاك......وكأنه يريد القول يكفى ما صبرناه فى زمن مضى فلم يعد فى قوس الصبر منزع وهنا كانت فائدة كلمة ....هات.... فى سياق القصيدة التى ترتبط ارتباطا وثيقا بالإقلاع عن الصبر فكأن الجمله كلها هكذا.....هات فلا وقت للتراخى والميوعه فربط المقطوعة الأولى بالثانية بمهارة فائقة وبوعى كامل للبناء الدرامى للقصيدة
................................
وهات شويه من دموع
طفل وصبيه وكام ولد
على كام حجر
مرسوم عليها دُره عاش
ف الف غيره بيتولد
......................
هنا فى تلك المقطوعة ينقل التبينى للمعنى الأشمل للقصيدة الثورة فهو يريد أن يقول أن الثورة الحقيقىة هى ثورة عامة فى كل ربوع الوطن العربى وليست قاصرة على الثورات التى قامت فى بعض أنحاء الوطن وفقط فأراد القول بانه لن تكون هناك ثورة فاعله ولا تحقق اهدافها ابدا إلا إذا كانت ثورة على العدو الحقيقى للأمة وهم الصهاينة لذلك استخدم الأيقونه (محمد الدرة) ذلك الطفل الذى قتله الصهاينة غدرا وغيلة فى أحضان والدة وبدأ ايضا تلك المقطوعة بكلمة( هات ) وكأن تكراره للنداء بكلمة هات هو نداء على وحدة عربيه ينادى بها كل الشعوب عدا حكامها الوحدة الحلم الذى لا يعترض عليها ابدا إلا من لا يريدون لتلك الأمة خيرا ولا فلاحا وهم بالتأكيد أعدائها من الخارج وعملائهم من الداخل فاستخد كلمة هات بتلك الرغبة المحمومه فى القصيدة هو يعبر تماما عن ميول الشاعر غلى الوحدة والتكامل أحسن التبينى جدا استخدام تلك المفردة ببراعة والإنتقال بها من منحى إلى آخر باقتدار وتوظيف رائع للكلمة فى استدراج المعنى...ثم اختتم المقطوعة بالأمل (ف ألف غيرة بيتولد)
.........................
وبُق من نيل الجلد
وجلد طاب لما انجلد
واستنى لنزول المطر
على ارض نشفت م العطش
هات حفنتين ميه وعطش..
واطحن دا كله بالحجر
غمض عينيك
فتح عينين ماكانوش عينيك
هتلاقى ادامك جدع..راجل دكر
له وحشه غايب من سنين
وف كل مجلس يتذكر
قالوا: صلاح
انا قلت دين
مهما حصل رح ينتصر
مهما حصل رح ينتصر
.......................
هذه المقطوعة التى تبدأ بحرف عطف على سابقه( وبق ) تلاحم الشطرات رائع وملفت ونسج الفكرة لا ينفك ابدا عن بعضه ....هنا ينبه أحمد التبينى على وضعية مصر فى قلب الأمة فاختار تعبيرا عنها نهر النيل العظيم الذى ربما يريد الشاعر ان يقول انتبهوا فلو كان النيل على خطر مما يحدث له فى منابعه بالحبشة فاعلموا أن الأمه كلها فى خطر عظيم ولكنه هنا لم يتحدث عن النيل صراحة ولكنه تحدث و رمز به على انه الجلد والإحتمال والصبر الحقيقى غير المزيف الذى رفضه الشاعر سابقا ....هنا يبدو ارتباك ملحوظ فى استحضار المعنى واستخدام المفردات الشعر هنا اراد فرد عضلاته الشعريه باستخدام مفردات الجناس الكامل مثل الجلد.....جلد...... وانجلد ثم كان الإرتباك فى قمته لما استخدم كلمة العطش مرتين متتاليتين فى شطرتين فخرجت تلك المقطوعة غير منسجمه مع المعنى الذى أراده الشاعر ثم استخدم كلمة (حفنتين) مع كلمة الماء وهذا لا يجوز فالحفنة هى عبارة عن شئ يملأ اليدين معا مثل التراب أو بعض الحبوب ولكنه استخدامها مع الماء غير منطقى حيث أن الماء لا يعبر عنه بالحفنه ولكن يعبر عنه بالجرعة مثلا.خصوصا انه بعد ذلك قال ..اطحن داكله بالحجر......غمض عينيك فتح عينيك ماكنوش عينيك هذه التركيبه من الكلمات ماهى إلا فلسفه شعرية لا لازم لها من وجهة نظرى كان يستطيع ان يعبر عن الدهشة بمفردات أكثر واقعية ولكنه اراد أن يصطنع شاعرية أكبر فاستخدم تفصيلات تخل بالسياق أكثر مما تفيده هو أراد ان يصطنع مقدمة مبهرة للفارس الأمل والرجل الحلم صلاح الدين الذى وصفه بالذكر وهذا من وجهة نظرى تقليل من شأنه لذلك لابد هنا من الرجوع إلى تلك المفردة فى بداية القصيدة كانت أكثر واقعية لأنها كانت من باب السخريه...كلمة دكر أما أن تلصق بفارس العرب الأول وأحد أهم قادة التاريخ كان لابد أن يوصف بالرجل وليس الدكر..............على كل حال وصل المعنى تماما واستطاع التبينى أن يوصل الفكرة تماما وأن يعبر عن المعنى بدقة ولكنه كان رائعا كل الروعه فى ايماءته الأخيرة لما قال متجاوزا حد الروعة...قالوا صلاح...انا قلت دين...فهو يريد ان يقول أنه لن يظهر فيكم صلاح إلا إذا ظهر عليكم الدين اولا قولا وفعلا قصيدة فى مجملها رائعه بها من المعان النبيله الكثير جدا أحمد التبينى شاعر مميز جدا وله صولات وجولات مع الكلمة لذلك كان من دواعى سرورى أن أجلس مع قصيدته كل هذا الوقت متعلما أكثر منى محللا شكرا لك يا صديقى على قصيدتك الرائعة
...............استدراك اخير استكمالا للقراءة
هات حبهان ومستكه.... كنت أفضل ان تكون ...هات حبهان على مستكة لتناغم الجملة الشعرية
...........
هات ثمرة ناضجه على الشجر.........كنت افضل ان تكون هات ثمرة ناضجه من الشجر لأن كلمة هات تكون هات (من) وليست هات (على)
.............
ويكونوا بس عرقانين.....كنت افضل .... لاستقامة الوزن ويكونوا لكن
عرقانين.
.................
على ضفر مظلوم واستوى......حرف العطف الواو بين مظلوم واستوى زائد
الصح على ضفر مظلوم استوى
....................................
واوعاك تجيب الصبر دا
كتير مرترط ف البلد..................هذه الشطرة او هذا البيت اعتقد انه ناقص كلمة بعد كلمة الصبر وقبل كلمة ..دا .... أو لو كان الأمر لى لقلت
..اوعاك تجيب الصبر مر....كتير مرطرط ف البلد هكذا يستقيم الوزن ويتجمل المعنى
..................
مرسوم عليها دُره عاش
ف الف غيره بيتولد...................هنا المعنى يحتاج ضبط فلو كان الدره عاش فما الداعى لألف غيرة بيتولد المنطقى ...لو كان مات فيه ألف غيره بيتولد..للدلاله على التحدى واستمرار المسيرة
....................... شكرا وإلى لقاء فى قصائد أخرى لصديقى الشاعر المبدع الرائع الأستاذ أحمد التبينى مؤسس ثلاثى أضواء الإبداع
مع تحياتى
....................
حمدي موسى