مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أوراق فى حقيبة ..بقلم الخبير الشاعر / رضا فهيم


(( 1 )) مفهوم عدل الله تبارك وتعالى
***************************
مدخل
( المؤمنون متيقنون من عدل الله تبارك وتعالى , لكن كثيرا من الناس يفهم عدل الله تبارك تعالى خطأً , لقله إلمامه بكتاب الله تبارك وتعالى , أو لعدم فهمه لآياته وتبصره بمراد الله فيها ,
فكيف نفهم عدل الله تعالى من خلال القرآن الكريم ؟ وأحاديث رسوله الأمين )....................................................................................................

يقول الله تعالى فى سورة آل عمران
(( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))
ويقول تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً﴾
سورةالنساء وفيها أيضا
﴿ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾
وفيها أيضا (( ولا يُظلمون نقيرا ))
وفى سورة العنكبوت يقول الله تعالى
(( فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))
والمؤمنون متيقنون من عدل الله تبارك وتعالى , لكن كثيرا من الناس يفهم عدل الله تعالى خطأً , لقله إلمامه بكتاب الله تبارك وتعالى , أو لعدم فهمه لآياته وتبصره بمراد الله فيها ,
فكيف نفهم عدل الله تعالى من خلال القرآن الكريم ؟
إن الله تعالى لطيف خبير , أحاط بكل شيئ علما وحكمة , وضع سبحانه وتعالى فى ميزان عدله , الدنيا والآخرة للعباد فى كفة الميزان
يقول الله تعالى فى سورة الشورى
((مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ))
ويقول تعالى فى سورة الإسراء
(( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴿١٨﴾ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴿١٩﴾ كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴿٢٠﴾ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴿٢١﴾
فليست الدنيا إلا مزرعة للآخرة , وأنت وحدك تحدد فيها ما تريد , تحدد فيها ما إذا كنت تريد الدنيا أم الآخرة , أم تريد حسنتى الدنيا والآخرة
(( فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ، وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " ))سورة البقرة
فالذى يريدالدنيا , ويدعو الله أن يؤته منها , ولا يرغب فى عطاء الله الآخروى , من رؤية جلال وجه الله الكريم , ودرجات فردوسه وجناته , لا حظ له فى الآخرة , سواءا أعطى فى الدنيا أم لم يعطى (( عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ))
أما من أراد كرامة الآخرة , ودرجاتها العلا , ودعى بها وسعى لها , تخفف من الدنيا ومتاعها , والحرص عليها ومغالبة الناس فيها , بل ويبتلى فيها , بأنواع متعددة من البلاء , من نقص فى الأموال والأولاد , وبالخوف والجوع , وبالمرض وقلة الثمار , إلى غير ذلك من أنواع البلاء
عن أنس أن رسول الله عاد رجلا مريضا من المسلمين قد صار مثل الفرخ ، فقال له رسول الله : هل تدعو الله بشيء أو تسأله إياه ؟
قال نعم ، كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا .
فقال رسول الله : سبحان الله !!! لا تطيقه ، أولا تستطيعه فهلا قلت : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "
قال فدعا الله فشفاه انفرد بإخراجه مسلم ' .
وعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ : " الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ " ، قَالَ : " يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ , وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ , فَلا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى الأَرْضِ وَمَا لَهُ خَطِيئَةٌ "
إذا كانت الدرجات فى الدنيا متفاوته , ومتفاضلة تفاضلا عظيما بين الناس , فإن كرامة الآخرة ودرجاتها وتفاضلاتها أكبر وأعظم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِشَرِيطٍ لَيْسَ بَيْنَ جِلْدِهِ وَبَيْنَ الشَّرِيطِ ثَوْبٌ ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، حَتَّى دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَانْحَرَفَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْحِرَافَةً ، فَنَظَرَ ، فَرَأَى الشَّرِيطَ قَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ ، فَبَكَى عُمَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ ؟ " قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَبْكِي إِلا لِكَوْنِي أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ كِسْرَى ، وَقَيْصَرَ ، فَهُمَا يَعِيشَانِ فِيمَا يَعِيشَانِ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا ، وَأَنْتَ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَمَا تَرْضَى يَا عُمَرُ أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ ؟ " قَالَ : بَلَى ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : " فَإِنَّهُ كَذَاكَ " .
ومن هنا فليس صحيحا أن كل الناس تتساوى فى حظوظ الدنيا بتفاوت متاعها ومتعها !
وختاما
ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار


................
رضا فهيم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016