مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أنشودة الخلاص...قصيدة للشاعرالكبير / محمد عباس محفوظ المعلاوى


بحقِّ صريرِ مجرى النِّيلِ في خَلَديْ
بحقِّ الضَّادِ و الأحفادِ و الوَلَدِ
بحقِّ عُصارةِ الأهرامِ في كَبِديْ
بحقِّ طلائعَ انْفَطَرَتْ مِنَ الكَمَدِ
بحقِّ قداسةِ الأبوينِ و العِرْضِ
بحقِّ كِنانةِ القهَّارِ في الأرضِ
بِرَغْمِ براعةِ التَّخْديرِ و الإغْفاءةِ الكُبْرى
سأروي بالدَّمِ المسفوكِ في "صبرا و شاتيلا"
شقوقَ القهْرِ و الغِلِّ التي انْبَثَقَتْ بحُرْقَتِنا
فتطْلُعُ من غيابَتِها حِرابٌ تكرهُ اللينا
تحاصِرُ دولةَ العُدْوانْ
تمرِّغُ نصْلَها المسْنونَ في شَرْيانَها الصِّهْيونْ
تَخَطَّفُ هامَها خَطْفًا وبيلًا
يسْتَوي طيرًا أبابيلا
تُنَسِّرُ عِطْفَها الخَزْيانْ
تُدَثِّرُ ما انْزَوى من مأْتَمٍ فينا
و ما من فِرْيَةٍ في عِرْضِنا قيلا
تُلَمْلِمُ ما تَبَعْثَرَ من خلايا الرُّوْحِ في المَنْفى
و ما من وِرْدِها اُغْتيلا
تُرَتِّلُ ما تَيَسَّرَ من كتابِ النَّفْسِ
في نَجْوى حنايا "القُدْسِ" تَرْتيلا
وَ رَغْمَ الغُصَّةِ الشَّعْواءِ في أنفاسِنا الحَرَّى
سأنْفُثُ شِعْريَ النَّاريَّ أشْباحًا
على الحيطانِ في "يافا" و في "سينا"
فَتَسْفَحُ مَنْ يُعادينا
و في "بيروتَ" و "الجولانِ" و "الأقصي"
الذي شاطَتْ قداستُهُ
أصُبُّ جحيمَ غَضْبَتِهِ على منظومةِ الخِذْلانْ
و أطْرَحُهُ بساحاتِ الوغى لَهَبَا
فيطْفَحُهُ أعادينا
و تنْقُلُهُ عيونُ البَثِّ أجْمَعُها بكلِّ مكانْ
فتَخْطَفُهُ ملوكُ الجنِّ
ثُمَّ تُحيلُهُ لَغَمًا سماويًّا
تفَجِّرُهُ بكلِّ جبانْ
و تتلوهُ الطُّيورُ على غصونِ البانِ
و البحَّارُ يَنْشُدُهُ على المينا
وَ رَغْمَ نشوبِ نابِ الغَيْظِ في مَرْقاهُ
سأطْويهِ و أُطْلِقُهُ بريقًا في ليالينا
نناغيهِ فيغْشانا
و يجْلو الآهةَ الجَهْماءَ تِلْوَ الآهْ
و يُلْبِسُ ليلَنا فَجْرَا
فأبْذُرُهُ رياحينَا
على أرواحِ أجدادي
الأُلى نَفَرُوا خِفافًا في سبيلِ اللهْ
على "الصِّدِّيقِ" و "الفاروقْ"
على "عثمانَ" زي النُّورَيْنْ
على جَدِّي الإمامِ "عليْ"
على سِبْطَيْ حبيبِ اللهْ
على "سَعْدٍ" تَشَرَّبَ من "أبي وَقَّاصْ"
على فَهْدٍ تَرَعْرَعَ في حِمى "الجَرَّاحْ"
على نَسْلَيْ " عُبَيْدِ اللهِ" و "العوَّامْ"
على ابْنَيْ "عَوْفٍ الزَّهْريِّ"
و "العَدْوِيِّ زَيْدِ الخيرِ" حِبِّ اللهْ
على "سَلْمانَ" و ابنِ "رَواحْ"
على "الرُّومِيِّ" و ابنِ "رَباحْ"
على أنصارِ سيِّدِنا رسولِ اللهْ
على "حَمْزَةْ"
على "خالدْ"
فوارسِ صفوةِ الأجْنادْ
على ابنِ "العاصِ" و ابنِ "زِيادْ"
على "موسى" سَليلِ "نُصَيْرْ"
على "الكرَّارِ" و "القَعْقاعِ" و "المِقْدادْ"
وَ رَغْمَ الذُّبْحَةِ الشَّنْعاءِ في الأرواحْ
سأنْثُرُهُ على مَعْزُوفَةِ الأبطالِ
في "حِطِّينَ" نِسْرينا
و أنسِجُهُ لأحْفادي بذكرى النَّصْرِ
فوقَ صدورِهِمْ زَهْرَا
و أرفعُ هامتي فخْرَا
فَهِنْدُ عروبتي الثَّكْلى قدِ اقْتَصَّتْ
لحقٍّ كانَ مُغْتَصَبَا
و أضحى البَيْرَقُ العربيُّ
فوقَ الهامِ مُنْتَصِبَا
يطوفُ بِثَغْرِهِ البَسَّامِ
مُمْتَشِقًا ذُرا الآفاقِ خفَّاقَا
يبثُّ نَشيدَهُ التَّوَّاقَ
فوقَ مواكبِ الأحرارِ تِرْياقَا
وَ يَعْقِدُ من شُواظِ الشِّعْرِ كابوسًا
على أنفاسِ مَنْ للغَدْرِ ساقونا
على أعْناقِ مَنْ خانوا
ثَرى الأوطانِ تِنِّينَا
*********************************************
الكويتُ ــ في سبتمبر 1982 م ، إبَّانَ مذبحةِ صبرا و شاتيلا .
نُشِرَتْ هذهِ القصيدةُ بجريدةِ الوطنِ الكويتيَّةِ .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016