سبحان الله !!!
لا يعرف ُ قيمةَ العلمِ إلّا الذي تَخبَّطَ عُمراً في ظلامِ الجَهلِ ، أمّي الحبيبة
تَجاوزَت الخَمسين و هي من المساكين و تعاني من مشاكل صحيّة كثيرة
نتَجَت عن عنايتها لثلاثين سنة بولديها المعاقَين بشدَة عقلّياً و حركيّاً ، مع
كلِّ هذه العراقيل الماديّة و النفسيّة و الصحّية تَحمل أمّي حقيبتها المدرسيّة
يوميّاً و تُقبل على العلم بكلِّ حرص و عزم ، هي الآن في السادس الابتدائي ...
فما بال أقوامٍ يَحتَلّون المَنابر الثقافيّة و الأدبية مُدَجّجين بكلِّ أنواع الألقاب و الأوسمة
و الدروع التكريميّة لا يُكملُ الواحد منهم قراءة كُتَيّب من مائة صفحة !!!!
و قد قال الأصمعي :
( مَن قَعَدَ بِهِ نَسَبُه .. نَهَضَ بِهِ أدَبُه ) .
فقلتُ :
إن قالَ خَصمُكَ مَن أنتُم مِنَ العَرَبِ
فـانسِبْ دِمـاكَ الـى العَلياءِ بالأدَبِ
...................................
الـعـلـمُ أشـــرَفُ أنـسـاباً و مـأثَـرَةً
اكـرِمْ بِـهِ و بِـتَقوى اللهِ مـن نَسَبِ
.....................................
لـو كـانَ فـي الآلِ و الأموالِ تَكرِمَةٌ
حُـطَّ الـمُؤذِّنُ و اسـتَعلى ابـو لَهَبِ *
.....................................
شَــرِّفْ أصـولَـكَ بــالآدابِ مُـنتَسِباً
إنَّ الـتَـأدُّبَ شــأنُ الـسادَةِ الـنُجُبِ
...................................
شــاهَ الـجَهولُ و إن طـابَت مَـنابِتُهُ
لــن يَـبـلُغَ الـجَـهلُ إلّا رُتـبَةَ الـذَنَبِ
...................................
لا يَـبـلُغُ الـمَـجدَ و الأيــامُ شـاهِدَةٌ
إلّا الأديــبُ كـريمُ الـنَفسِ و الـدَأَبِ
..................................
* المؤذّن : سيدنا بلال رضي الله عنه