مَاتَتْ فَلَمَّا تَجِدْ جَمْعًا يُشَيِّعُهَا
وَلا فتىً حَرَّقَتْ عَيْنَيْهِ أَدْمُعُهَا
وَلا خَلِيْلاً بَكَى فِي حَسْرَةٍ أَلَمًا
أَن فَارَقَتْ وَهْوَ لا يَقْوَى يُوَدِّعُهَا
وَبُعْثِرَتْ فِي تُرَاب الأَرْضِ جُثَّتُهَا
وَسَافِىَ الرَّمْلِ مِثْلُ الشَّوْكِ يَصْفَعُهَا
وَعَجَّلَ الحَيْنُ قَبْلَ الفَجْرِ مِيْتَتَهَا
فَتَاهَ عَنْ خُطْوَةِ النَّاعِيْنَ مَوْضِعُهَا
وَعَالَجَتْ سَكَرَاتِ المَوْتِ تَنْزِعُهَا
مَا الرُّوحُ لَمَّا قَضَى الرَّحْمَنُ يَنْزِعُهَا؟
وأَيْنَ تَمْضِي المَلائِكُ الَّتِي حضَرَتْ؟
وَاَيْنَ كَانُوا تُرَى إِذْ حَلَّ مَصْرَعُهَا ؟
عَاشَتْ عَلَى فِطْرَةِ التَّطْوَافِ سِيْرَتَهَا
تُسَبِّحُ اللهَ في سِرٍّ فَيَسْمَعُهَا
تُرَدُّ عَنْ مَأْدُبَاتِ القَوْمِ وَيْحَهُمُ
أَتَشْتَرِي مَطْعَمًا فِي السُّوقِ يُشْبِعُهَا؟!
وَلَمْ تَزَلْ تَطْلُبُ الأَرْزَاقَ رَاضِيَةً
وَبَاسِطُ الأَرْضِ مُدْحِيْهَا وَمُوسِعُهَا
أَبْقَى لَهَا فِي خَشَاشِ الأَرْضِ مَرْحَمَةً
فَأغْدَقَ الخَيْرَ وَالإَنْعَامَ مَرْتَعُهَا
سَكِيْنَةُ اللهِ تغْشَى قِطَّةً بَلَغَتْ
بِعُمْرِهَا أَنْ تُرَى لا طِبَّ يَنفَعُهَا
إِنْ كَانَ لَمْ يَكْتَرِثْ يَومًا لِمِيْتَتِهَا
مِنْ عَابرٍ يسْتَحِثُّ الدَّربَ يَقْطَعُهَا
وَرَاحَ يَمْضِي كَأن لا شَيءَ آلَمَهُ
وَالمَوْتُ بَلْوَى تَغُمُّ النَّفْسَ تَقْرَعُهَا
فَحَسْبُها أَنَّ عَيْنَ الشَّاعِرِ انْهَمَرَتْ
وَنَازِفُ الحُزْنِ فِي الأَحْشَاءِ يَلْسَعُهَا
مَضَى بِهِ الصُّبْحُ مُلْتَاعًا فَأَرَّقَهُ
وَقَلْبُهُ انْشَقَّ مِمَّا كَانَ يُوجِعُهَا
لَمَّا وَقَفْتُ عَلَيْهَا قُلْتُ مُحْتَسِبًا
للهِ مَرْجِعُنَا يومــاً وَمَرْجِعُهَا
يا قِطُّ كَمْ ذَا رَأَيْنَا أَنْفُسًا عَشِقَتْ
دَرْبَ الخَنَا ضَلَّةً لا شيءَ يَردَعُهَا
أَعْمَارُنَا فِي ثِيَابِ الكِبْرِ نَلْبَسُهَا
وَسَوْفَ يَأْتِي الَّذي بالغَصْبِ يَخْلَعُهَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَوتُ قطٍّ
شعر / محمد فايد عثمان
أَن فَارَقَتْ وَهْوَ لا يَقْوَى يُوَدِّعُهَا
وَبُعْثِرَتْ فِي تُرَاب الأَرْضِ جُثَّتُهَا
وَسَافِىَ الرَّمْلِ مِثْلُ الشَّوْكِ يَصْفَعُهَا
وَعَجَّلَ الحَيْنُ قَبْلَ الفَجْرِ مِيْتَتَهَا
فَتَاهَ عَنْ خُطْوَةِ النَّاعِيْنَ مَوْضِعُهَا
وَعَالَجَتْ سَكَرَاتِ المَوْتِ تَنْزِعُهَا
مَا الرُّوحُ لَمَّا قَضَى الرَّحْمَنُ يَنْزِعُهَا؟
وأَيْنَ تَمْضِي المَلائِكُ الَّتِي حضَرَتْ؟
وَاَيْنَ كَانُوا تُرَى إِذْ حَلَّ مَصْرَعُهَا ؟
عَاشَتْ عَلَى فِطْرَةِ التَّطْوَافِ سِيْرَتَهَا
تُسَبِّحُ اللهَ في سِرٍّ فَيَسْمَعُهَا
تُرَدُّ عَنْ مَأْدُبَاتِ القَوْمِ وَيْحَهُمُ
أَتَشْتَرِي مَطْعَمًا فِي السُّوقِ يُشْبِعُهَا؟!
وَلَمْ تَزَلْ تَطْلُبُ الأَرْزَاقَ رَاضِيَةً
وَبَاسِطُ الأَرْضِ مُدْحِيْهَا وَمُوسِعُهَا
أَبْقَى لَهَا فِي خَشَاشِ الأَرْضِ مَرْحَمَةً
فَأغْدَقَ الخَيْرَ وَالإَنْعَامَ مَرْتَعُهَا
سَكِيْنَةُ اللهِ تغْشَى قِطَّةً بَلَغَتْ
بِعُمْرِهَا أَنْ تُرَى لا طِبَّ يَنفَعُهَا
إِنْ كَانَ لَمْ يَكْتَرِثْ يَومًا لِمِيْتَتِهَا
مِنْ عَابرٍ يسْتَحِثُّ الدَّربَ يَقْطَعُهَا
وَرَاحَ يَمْضِي كَأن لا شَيءَ آلَمَهُ
وَالمَوْتُ بَلْوَى تَغُمُّ النَّفْسَ تَقْرَعُهَا
فَحَسْبُها أَنَّ عَيْنَ الشَّاعِرِ انْهَمَرَتْ
وَنَازِفُ الحُزْنِ فِي الأَحْشَاءِ يَلْسَعُهَا
مَضَى بِهِ الصُّبْحُ مُلْتَاعًا فَأَرَّقَهُ
وَقَلْبُهُ انْشَقَّ مِمَّا كَانَ يُوجِعُهَا
لَمَّا وَقَفْتُ عَلَيْهَا قُلْتُ مُحْتَسِبًا
للهِ مَرْجِعُنَا يومــاً وَمَرْجِعُهَا
يا قِطُّ كَمْ ذَا رَأَيْنَا أَنْفُسًا عَشِقَتْ
دَرْبَ الخَنَا ضَلَّةً لا شيءَ يَردَعُهَا
أَعْمَارُنَا فِي ثِيَابِ الكِبْرِ نَلْبَسُهَا
وَسَوْفَ يَأْتِي الَّذي بالغَصْبِ يَخْلَعُهَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَوتُ قطٍّ
شعر / محمد فايد عثمان