" نعم .. ( سراج ) أحد خناجر الظروف الطاعنة في الرغبات الحائرة ، و زواجي من ( الأستاذ رَمْزي) طعنة أخرى ، كان (سراج ) بمثابة جِنّى المصباح ، ظهر ، فزُوّجته في وقت قياسي ، بدا مُقدّرا لرقة حالنا ! ... حُلم الشهادة العليا أيضا كان رغبة حائرة ، حتى اكتفيتُ بـ (التعليم المتوسط ) ، حبي لـ ( وحيد ) ابن الجيران طاحَ كذلك عندما عملتُ مجبرة بمحل الملابس ؛ لأساعد أسرتي ... لم يكن (سراج) ليُرفض بحال ، وهو القادم من ( إيطاليا ) بمظهر الأمراء والملوك ، جهَّز شقة من الإبرة للصاروخ في أقل من أسبوع ... اليوم يعود بعد غيبةِ خمسة َعشرَ عامًا يطلب ولدَه الذي أخبرناه عنه ، فردَّ ـ حينها ـ بورقةِ الطلاق ، ورسالةٍ حمَلَها أحد أصدقائه ينكر فيها أبوّتَه للولد ، حتى الشقة ، اكتشفتُ أنها مفروشة ، فطُرِدْتُ منها بحقيبة ملابسي بعد انتهاء مدة الإيجار ... كان ينبغي أن يجلس ( سراج ) اليوم حيث أرغب أنا ، ينتظرني ، يراقبني وأنا أدُورُ وأُدِيرُ محلَّ الملابس الذي كنت ـ ذات يوم ـ مجرَّدَ عاملة فيه ، وقد أصبحتُ الآن مالكته بعد وفاة (الأستاذ رمزي) ، آمرُ وأَنهَي كما أشاء ... غادر (سراج ) المحلَّ مطرودا مدحورا ، علم أن الولد الذي جاء ليُسَاوم عليه كان حيلةً وكذبة ؛ حاولنا وقتها أن نعيدَه بها فحسب ، غادر ولم يعلم أنني عقيم أعاني ذبح آخرِ رغباتي الحائرة في هذه الدنيا القاسية "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد شعبان