وأخيرا خُلِع ذلك السن اللعين ، واستَبْدَلتُ به آخرَ صناعيًّا ، أتُرى ستموت بخلعه تلك الذكرى السيئة أم لا ؟! ، ( الأستاذ غالي ) مات قبل عامين في مستشفى السجن إثر الحكم عليه في فضيحة أخلاقية مع إحدى المراهقات ،واسترحت من رؤية وجهه البغيض ، أما أبي فقد مات بعد زواجي بعام تقريبا ، لكنني ما زلت أبغض (الحلاوة الطحينية ) ورائحتها !!، ولا أتحمل رؤية زوجي وأولادي وهم يأكلونها ، وأبقى أحذرهم قائلة :ـ برفق ، برفق ، امضغوا ( الحلاوة ) برفق ، أرجوكم .. لم أكن أعلم أن بقائي حتى الأربعين من عمري ـ بنصف سن ، ورباعية مشوهة ـ ، هو ثمن تلك الصفقة الجائرة بين أبي و (الأستاذ غالي ) ناظر المدرسة الإعدادية للبنات ، وأن المبلغ المُودَع باسمي في (البنك ) والذي أخبرني عنه أبي قبيل زواجي ، هو نصف المبلغ الذي تسلمه الاثنان ـ في مقابل الصمت وعدم التشهير بصاحب مصنع (الحلاوة الطحينية ) الذي كان يوردها للمدارس الحكومية في تلك الفترة ، وبسببها بقيت أحبس ابتسامتي ، حتى لا يعيرني أحد ، للحق ـ فيما بعد ـ خَلَتْ قوالب (الحلاوة الطحينية ) من (الزلط ) ، لكنْ استُبدلتْ به الرملة ، فصار يبتلعها التلاميذ ابتلاعا دون مضغ !! ، والبقاء لله في الرقابة على وجبات المدارس الحكومية !!، لم أستكثر مبلغ مائة ألف جنيه بفوائده على ( جمعية " ابتسامة " لحماية الأسنان) ، لكن أبي استعظم الأمر فبقي تحت وطأة جلطة دماغية حتى مات
....
محمد شعبان