لست أدري ما السر ؟! لكن صورة البقر الوحشي الذي يقف مشاهدا الأسد وهو يفترس إحدى بقرات القطيع لا تبرح خاطري أبدا ، ربما السبب هو ذلك المشهد الدرامي المؤثر ، الوصية لم تنفذ ، وكيف تنفذ وقد عرَّتنا ( سهر ) أمام أنفسنا ونشرت كشف حساب للجميع ؟! ، توجَّهت لكل الحاضرين بصوت أقرب للصراخ قائلة " :ـ أين كنتَ يا حضرة (الصول جميل ) يا جارنا العزيز ، وأنتِ يا ( عمتي تغريد ) و ( عمي همّام ) أين كنتما ؟ ، و (خالي وصفي ) ؟! ، أين كنتم جميعا ؟! ، عندما بقيَت أمي المسكينة مطلقة منبوذة من الجميع ، وكأنها وباء يُخشى الاقتراب منه ، ولا دخل لنا ، ولا معيل ، كان يتحرى ( شاكر ) مطالبتي بأجرة الشقة المتأخرة أمام زميلاتي ، ويتهجم على أمي ويراودها عن نفسها ، ويمر اليوم واليومان وبيتنا بلا لقمة عَيش نقتاتها ، اليوم ترفضون أن أُلقي عليها النظرة الأخيرة وتقولون إنها أوصت بذلك ؟! ، ألم يسأل أحدكم نفسه ولو لمرة واحدة ما اسم الجمعية الخيرية التي يُحْضِرُ مندوبها لها كل شهر ثلاثة آلاف جنيه ، نعم .. تلك الجمعية الخيرية كانت أنا ، ورجل الأعمال الذي تكفل بكل مصاريف عمليتها الأخيرة وإقامتها في المستشفى الخاص كان أحد زبائني ، وطبعا كان ينبغي أن يكون ( شاكر ) أول زبائني في بداية طريق الخطيئة ! ، وإلا أمسى مصيرنا الشارع مع كلاب السكك ، ورِباب الشوارع " .... للأسف ، لقد كنت أحد حاضرين ذلك المشهدَ الدراميَّ المؤثر ، ولا تسألوا من أنا ؟ فلا أجد فرقا كبيرا بيني وبين (جميل ) أو ( تغريد ) ، أو ( همام ) ، أو .... ، فكلنا مشتركون في اغتصاب (سهر ) ...
.............
محمد شعبان