قابلتُه اليومَ في طريقي مصادفة ، سرقتنا الأيام من بعضنا ، وأَسَرَتْنَا ، منذ عشرين عامًا تقريبا لم أره .. ( خاطرٌ ) بدا خمسينيا منهكَ القُوى ، منحنى الظهر ، أكل السُّكَّري من جسده ما أكل ! ، رغم أنه لم يكمل الأربعين بعد ... تمشينا ببطء بضع خطوات ، تسارعت أنفاسه وتعرَّق ، بالكاد تحمله رجلاه ، جلسنا سويًّا على أحد المقاهي نتذاكر أيام صبانا وروائع شبابنا ، وغرامياتنا ، وأحلامنا التي أجهضت جلها ... عدت إلى المنزل ، ولمَّا تبرح صورتُه عيني ، اندفعتُ على غير عادتي إلى غرفتي ، لأول مرة أدقق في تفصيلاتي ، وأتحسس وجهي الذي استغربته جدا ، لم تجاملني المرآة هذه المرة على حساب ( خاطر ) ..
---------------
محمد شعبان