رؤية جديدة لأحداث جليلة قديمة
تزوج إبراهيم عليه السلام من سارة وقد قيل فيها أنها كانت أجمل إمرأة علي وجه
الأرض بعد حواء....
توجه إبراهيم بعدها إلي مصر متحركاً في الدعوة إلي الله وكمال توحيده لايألو
جهداً في تبليغ الرسالة المكلف بها._ في وقت انتشر فيه الكفر علي وجه الارض عموما_
دخل إبراهيم عليه السلام مصر ومالبث أن علم به ملك مصر وكان مفتونًا بالنساء
فما أن جاءه الخبر بدخول سارة محكيا عن جمالها إلا وفتن بها يريدها لنفسه
فأمر بإبراهيم وزوجته أن يأتوه في قصره....
ثم كبل إبراهيم عليه السلام وحاول أن يتجرأ علي سارة عليها السلام فأراد ان
يمسها ولكن الطاهرة العفيفة المعتصمة بالله لجأت إلي الله تعالي وسألته ألا يمس عفتها
فاستجاب الحفيظ العليم الكريم لها فأصابه بالشلل... فأدرك أنها تمتمت بكلمات فشلت يداه
ورجلاه... فقال لها ماقلتي.؟
قالت دعوت الله أن ينجيني منك فنجاني
فقال لها إدعيه أن يرفع عني واتركك ...فدعت الله عز وجل فشفاه في لحظتها...
ياالله ...مابال من يستجيب الله له في التو والحال _أين نحن عباد الله وماقيمتنا
في هذا الكون الرهيب إن لم يستجب ربنا لدعواتنا
شُفي الملك ولكن أني له بالوفاء وهو من شيم الكرام...
عاد أدراجه يتجرأ عليها ويريد أن يمس عفتها
فدعت سارة عليها السلام مجدداً ربها فاستجاب لها وأصابه بالشلل مرة أخري...
نظر إليها عاجزاً متوسلا ثم قال لها....
الآن إدعي ربك أن يعافيني ولن أعود لك ثانيةً...
فدعت ربها فرفع عنه ...فأطلقها هي وإبراهيم ولكن لما علم مالها من مكانهٍ وسمو
وعلو أعطاها عليها السلام جاريةً هدية إسمها هاجر
عاد إبراهيم إلي الشام ...وكانت
سارة عليها السلام قد أيقنت أنها عاقر ولن تنجب لإبراهيم عليه السلام إلا أن يشاء الله
, فتبادر إلي قلبها أن تُعتق هاجر وتزوجها لإبراهيم عليه السلام لعل الله يرزقه منها
الولد
...تزوج إبراهيم من هاجر عليهما السلام وحملت هاجر .........
وحدث مالم يكن في الحسبان
غارت سارة من هاجر عليهما السلام...ولم تطق
أن تري ولداً لها من إبراهيم ولم لا وهذه هي طبيعة المرأة التي جُبلت عليها...فطلبت
من إبراهيم عليه السلام أن يبتعد رحمةً بها...
وسبحان الذي يدبر الأمر في السماء والأرض ...أمر إبراهيم عليه السلام أن يأخذ
هاجر وولدها إسماعيل عليهما السلام إلي هناك حيث بيته المحرم...
ذلك المكان الذي سُجد فيه لله أول مرة عند نزول آدم عليه السلام إلي الأرض...
حيث لازرع ولاماء ولا حياة ...
ولكن سبحان الذي يدبر الأمر في الخفاء...
رحل إبراهيم إلي حيث أمره الله ونزل عند قواعد البيت الحرام...
وترك هاجر ومعها إسماعيل عليهما السلام وقام راجعاً بعد أن ترك لها جرابا من
تمر وسقاء ماء صغير ...
فنادت عليه هاجر عليها السلام وهي تستوحش المكان وتستغرب تصرف إبراهيم عليه
السلام..
قالت ياإبراهيم هل تتركنا هاهنا وحدنا ولا زرع ولا ماء...
سبحانك ياالله إنها ملحمة التوكل والتوحيد والتضحية....
فالله أمر إبراهيم عليه السلام ألا يلتفت إليهما ولا يرد عليهما...
كررت هاجر عليها السلام النداء...
ياابراهيم هل تتركنا هاهنا وحدنا فلم يرد إبراهيم وهو يتمزق قلبه عطفاً عليهما
ولكنه أمر الله جل في علاه..
.وسعت هاجر عليها السلام الخطي تطلب إبراهيم حثيثا...ونادت عليه لثالث مرة
....أتتركنا هنا ياإبراهيم وحدنا ...
ولكن سبحان من صبر قلب إبراهيم عليه السلام علي هذه الملحمة الأسرية ...
فلم يرد وانطلق ينفذ أمر الله
وهاهنا أيقنت هاجر عليها السلام _وهي من تربت في تلك الفترة السابقة تربية النبوة
وهي تعرف خلق ابراهيم عليه السلام وكرمه وشهامته ورقة قلبه _أن هناك أمر يفوق قدرة
إبراهيم عليه السلام فقالت بذكاء المرأة المؤمنة....
آلله امرك بهذا ياابراهيم ؟
وانشرح صدر ابراهيم لهذا السؤاال الذي يرفع عن كاهله شدة الموقف امام هاجر عليها
السلام
ولكن في تضحية وبطولة لم يسبق لهما نظير طأطأ برأسه بالايجاب ولكن لم يلتفت
كما أمره الله....وإنما أمره الله الا يلتفت حتي لايتاثر قلبه عليه السلام بامراته
وولده عليهما السلام فتضيع المهمة العظيمة التي من أجلها أرسل الله إبراهيم عليه السلام
إلي هناك .
وللحديث بقية
...........
عصام قابيل