
عيناي أمنحُهمَا لبنتٍ
لا تعرفُ كيفَ تنظرُ لحبيبِها نظرةً
خفيضةً مثل ماءِ النبعِ
ماكرةً مثلَ دلالِ القُبَّرَاتِ ..
كفّايَ أمحنهُمَا لعاملِ بناءٍ خشنتْ كَفَّتَاهُ
ووهنَتَا من حَمْلِ الحجارةِ والأسمنتِ
خُذْهُما .. حتى تمسَّ وجنتي امرأتِكَ آخرَ الليلِ بنعومةٍ
وهما قويَّتَانِ أيضا .. فاحمِلْ بهما
آخرَ اليومِ إلى الدارِ بطيخةً كبيرةً .. وأمنياتٍ كافيةً
لم أستعملْهُما في كثيرٍ من الشجارِ ..
فقط في الكتابةِ .. التي لم تكنْ بحاجةٍ كاملةٍ لَهُمَا
قدمايَ لِعَدّاءٍ ..أو متسللٍ بلا دارٍ ..أمنحُهُمَا
ولساني لضعيفٍ لا يعرفُ كيف يجعلُ امرأةً تحبُّهُ
ظهري لمسجونٍ تسلَّخ ظهره وكستْهُ التواريخُ ..
رقبتي لبرجِ حمامٍ ..
وحنجرتي لمذياعِ العجوزِ الوحيدةِ ..
سأفكِّكُ جسدي وأتخلَّى عنهُ شيئًا فشيئا
سأمنحَهُ حياةً هو جديرٌ بها
أمّا قَلْبِي ..
فلا أعرفُ ماذا سأفعل بهِ
ربما طرزته في سحابةٍ
تكبرُ وتكبرُ ..
وتمطر فتملأ البحارَ والأنهارَ
و الجميع من الماءِ يشربون..
ربما نثرتُه في الريحِ
فجابَ الأنفاسَ ..
وتمشّى في الناياتِ وربّتَ قلوبَها
ربما جعلتُه حرفًا وحرفينِ وثلاثةً
وطرزته في دعوةٍ أدعوها
وأحفّظها للملائكة صباحًا
بها يدعون .. يسبحون .. وفي الناسِ تسيرُ
فلا تنتهي ..
هكذا بقلبي أفعلُ ..
لأنك في قلبي..
في قلبي يا حبيبي ..
...............
الضوي محمد الضوي