ستسبقني الحروفُ لكي أراني
مشاهدَ عاشها الغبشُ الكليمُ
فمَا ليَدِي تخطُّ على زفيري
رذاذًا شبَّهُ النفسُ السقيمُ
وما لسطورها نُقشتْ بضلعٍ
وتحتَ ضلوعها قسَمٌ يحومُ
ألا واللهِ لو نطقتْ جروحي
لَحَنَّ لها المسافرُ والمقيمُ
ألا واللهِ لو زفرتً حروفي
لخارَ لها التحضرُ والقديمُ
ألا واللهِ لو عزفتْ دموعي
لسالَ لها المُمرَّدُ والأديمُ
ألا واللهِ لو صرختْ ضلوعي
سيرحمها الدويُّ ولا يلومُ
تقولُ متى وأذكرني وأبكي
وأشكوَ طبَّها وبهِ سمومُ
سمومٌ هل بَصُرتَ بمحتواها
وهل بينَ السمومِ سأستقيمُ
أقولُ لها وقد دحستْ جفوني
متى تغبِي متى أفلَ النعيمُ
تقولُ أنا على الزفراتِ مُهلٌ
وبين يدي سيفتلجُ الحليمُ
تُصارعنِي لأصرعني بقُبحٍ
وبالعينين تَعصُرني الغيومُ
يصارعني الوفاﺀُ بلا وَلاﺀٍ
كأنَّ ولاﺀهُ نَجسًا يصومُ
يصارعني التفاؤل لا لأنِّي
كسرتُ هواهُ فانخرمَ السليمُ
يصارعُني ويصرعُني حنينًا
ومَقصدُهُ التتمتمُ والهزيمُ
ويصرخُ هامسًا بيديهِ مَهلًا
ويهرعُ ساكنًا وبهِ الشريمُ
فليتَ مُترجمًا لهواهُ يأتي
وفوقَ التُرجمانِ صدًى رخيمُ
لعُلِّقَ من أتى ولظاهُ أعشى
وفرَّ مُعاتبًا وهواهُ هيمُ
فمن فهمَ الحقيقة لايواري
بأنَّ اليومَ موعدُنا الوخيمُ
....................
جمال علي حزام الذيباني