هل تعلمون أحبتي في الله لماذا نزل القرآن باللغة العربية؟
فالله جل في علاه أرسل لكل قوم رسالة خاصة تتحداهم فيما
نبغوا فيه بداية ليفرقوا بين قدرتهم وقدرة الله عز وجل
وكانت الرسالة تنزل بلغتهم ليفهمومها كما كانت تعالج عللاً
ظهرت فيهم
فلما أراد سبحانه وتعالي أن تكون هناك رسالة عامة للناس
أجمعين قكان لابد من قبلة واحدة ودين واحد ورسول واحد ولغة
واحدة فقد كان بيت الله الحرام أول مكان سُجدَ فيه لله علي وجه
الارض وكان الإسلام الذي شمل منهجه معالجة كل العلل التي
عند الناس أجمعين وكان المبعوث رحمة للعالمين إمام الأنبياء
والمرسلين نموذج لكل البشرية والذي تسلم راية الهداية ليلة
الإسراء والمعراج والتي كانت عند بني اسرائيل ولكن لما لم
يحترموا هذه الراية وشروطها وكانت جرائمهم التي آذت
التاريخ كله قأعطي الله الراية لقيادة أهل الارض جميعاً إلي
منهج الله وكان لابد من لغة عامة....
وإذا ماقارنا اللغة العربية بقريناتها من اللغات علي مستوي
العالم وبحثنا عن سبب تميزها عن سائر اللغات لوجدنا أنها
تتميز عنها بخاصتين تجعلانها من أعم اللغات فتصبح لغة
شاملة
ذلك أن اللغة العربية هي الوحيدة التي ليست بها مرادفات
....وقد يظن البعض وحتي علي مستوي المعاجم اللغوية أن
فيها مرادفات ولكن أبدا فكل خلجة من خلجات النفس لها مدلول
في اللغة .....وكل مايعتريك في صدرك له مدلول .....بخلاف
سائر اللغات التي هي مليئة بالمرادفات وتكرار المعاني لنفس
الكلمات قلت وأحذر من التساهل في تقريب المعاني في اللغة
العربية فنقول بأنها مرادفات
ولكن بالتحقيق اللغوي سنجد أنها تنفرد للدلالة علي تعبير يمر
بنفسك
هذه واحدة أما الثانية وهي أن اللغة العربية الوحيدة بين سائر
اللغات التي بها صفة المثني
فكل لغات العالم إما فرد أو جمع أما اللغة العربية فتنفرد بتلك
الصفة والتي تتحدث فيها عن الاثنين
ففيها اللذان، واللتان، وهما ، وطفقا ؛ وفكلا منها؛ ولاتقربا ؛
فتكونا
الي آخر التعبيرات التي تتحدث عن المثني
ومن العجيب أن الشعوب لم يكن موقفها من لغة القرآن أن
فرطت في ألسنتها فجأة ؛ أو أكرهت علي التخلي عنها بحد
السيف ؛ كما ذهب المؤرخ قيليب حتي في " تاريخه الكبير" ولا
صدرت قوانين ملزمة به من الدولة وإنما مرالصرا ع اللغوي
في مراحله الطبيعية التي تحكمها سنن الاجتماع ؛ فبدأ بمرحلة
عُزلة تفاوتت بين قطرٍ وآخر بإختلاف طبيعة الإقليم قرباً أو بعداً
؛ وميراثه الفكري والحضاري ؛ ومسلكه الصوتي واللغوي ولكن
هذه المرحلة لم تطل والقرآن الكريم فتح للعربية قلوب من
أسلموا
وكان من المتصور أن تجمع هذه الشعوب بين العربية لغة ودين
؛ وبين لغاتها القومية التي صانتها طويلا ضد الغزو ؛ لعة حياة
ولكن لم يمضي جيل أو جيلان حتي كانت العربية اللسان
المشترك لشعوب أمة واحدة هجرت ألسنتها القومية دون أن
يجبرها أحد علي ذلك كما لم يكرهها مكره أن تتخلي عن
عقائدها وأديانها لتعتنق الاسلام بل تركت لغة العرب تخوض
معركتها مع لغات الشعوب الداخلة في الاسلام
.......................