
في وسط حانة القدر
قابلت أشباه الرجال من البشر
كانو جميعاً جالسين بلا انتباه
الخمر أذهب عقلهم
و يضحكون
و يلعقون كؤوسهم
يتبادلون نكاتهم
و يلعنون
و يعبثون
و الضحك يعلو حتي جاوز المدي
و القهقهات
تغتالها بعض الدموع الساكنة
و النهنهات
تسقط كؤوس المارقين علي البساط
يعلوا الصراخ
يتمتمون بأحرف من عهد موسي و المسيح
علّ الحروف الطاهرة تهدي الفؤاد
عله أن يستريح
أسفار من عشقوا و ألقوا بالرجولة تحت أقدام الهوي
و من أذلوا النفس و ابتاعو النبيذ و الحرير
و قدموا المهر خضوعاً بالتذلل عند اطراف السرير
و علي الوجوه علامة كأنها وشم قديم
وشم لرجل خاضع تجلده أسياط الحريم
يتحسسون الوشم
يتجرعون الوهم
فيسيل قطر الخمر من فوق الشفاه
و لا انتباه
سائلت نادل المكان
و الحانة السوداء تعبق بالجنون و بالدخان
من هؤلاء
فقال لي
هم من أضاع الكبرياء
......................
** محمود بيومي**