
الْــحُــبُّ بَــحْــرٌ غــائِـرٌ لَــجِـبُ
ضـاعَتْ قـلوعي فيه واحْتَجَبوا
يــالَـيْـتْ أنْــــي لَــــم أُقــارِبُـهُ
إذْ كــانَ بَــرّي راسِــخٌ صُـلْـبُ
شَرِقَتْ عُيونُ الْوَصْلِ فانْهَمَلَتْ
بِـمُـلوحَةِ الْأَوْجــاعِ مــا تَـخْـبوا
صـالَتْ جـوارِحُها عَـلى كَـبِدي
فاسْتَمْكَنَتْ وَ النَّفْسُ تَضْطَرِبُ
سَـكَبَتْ عَلى وَجَعي مُدامَتَها
بَـــدَلِ ارْتِــشـافٍ إثْــرُهُ طَــرَبُ
فَـغَـرِقْتُ فــي أَلَــمٍ وأنْـهَـكَني
صَـــــدٌّ يُــعَـذِّبُـنـي فَـأَنْـتَـحِـبُ
يـاحَسْرتي عَيْنُ الصِّبا غاضَتْ
وَالـشَّيْبُ سـالَ بِـلُمَّتي ثَـعِبُ
إيّـــاكِ يـــا جُـرْحـاً يُـصـاحِبُني
أشْـكو الْجَوى قَدْ باتَ يَسْتَلِبُ
أرْكــــانَ ذاتـــي إذ تُـنـازِعُـني
فــي حُـبِّـكِ الـدّامي فَـنَحْتَرِبُ
هَـلْ كـانَ سِحْراً ذاكَ ياوَلَعي؟
حَـبَـكَتْ لِـحاظِكُ لـي وَتَـرْتَكِبُ
جُــرْمـاً بِــصَـبٍّ نَـبْـضُـهُ دَنِــفٌ
وَهَـــوَ الْـبَـريءُ وَدائُــه كَــر ِبً
أَمْ أنَّ مُـدْيَـةَ قَـلْـبِكِ الْـقاسي
قَـطَعَتْ وَتـيني وَالْهَوى سَبَبُ
لَـوْ كـانَ غَيْرُكِ مَنْ فَرى كَبِدي
لــكِـنَّ روحـــي فِـيـكِ تَـرْتَـغِبُ
هَـــلّا حَــنَـوْتِ لِــوالِـهٍ يَـهْـذي
شِـعْـرا بِـذِكْـرِكِ حَـرْفُـهُ لَـهَـبُ
.
وَالـصَّـدْرُ بَـركـانٌ حَـوى حِـمَماً
وَلِـبَـسْـمَةِ الْـعَـيـنَينِ تَـرْتَـقِـبُ
هُـوَمِـنْ مَـزيـجٍ أصْـلُـهُ شَـغَفٌ
مِــــنْ فَــوْقِــه الْآلامُ تَـنْـصَـبُّ
نَـصَـحَـتْ لَــهُ الـدُّنْـيا فَـفـارَقَها
يَــهْـوي إلَــيْـكِ زَفـيـرُهُ نَـصَـبُ
يَـسْعى إلى جَذَلٍ وَقَدْ غَرِقَتْ
آيــاتُــهُ فـــي الْــيَـمِّ تَـنْـجَـذِبُ
وَيَــرومُ فــي الْأحْـضـانِ جَـنَّتَهُ
لَــمْ يَــدْري أنَّ الْـحَـيْنَ يَـقْتربُ
طَـعَـنَـتْهُ نَــصْـلاً سُــمُّـهُ فَـنَـدٌّ
قَــدَّتْ ضُـلـوعاً مِـلْـؤها الـتَّعَبُ
مـاعُـدْتْ أشْـكو الْـقَرْحَ بـاعِثَهُ
لـــكِــنْ لَـــهــا رَبٌّ وَلــــي رَبُّ
......................
أحـمـد قـطيش