( رؤية جديدة لحدث جليل قديم )
صلاة الله وسلامه عليك ياإبراهيم...كلما نظرت إلي أهل هذا البلد ومايعيشون
فيه من رغد وأمن الحياة........ تذكرت دعوتك ياخليل الرحمن عبر آلاف السنين
حينما نظرت إلي إرثك هاجر واسماعيل عليهما السلام ورفعت يدك تبتهل إلي
الله جل في علاه
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا
بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا
ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
وأري أثر الدعوة الممتد إلي هذا اليوم وحتي تقوم الساعة
كم كانت دعوة مباركة مستجابة أعقبتها بخير دعوة دعاها بشر لبشر...دعوة
كانت بركة وخير ورحمة علي العالمين أجمعين
دعوت فابتهلت فاستجاب الله الكريم سبحانه وتعالي فأنعم علي البشرية بخير
حدث لها
دعوت ياابراهيم عليك السلام فقلت
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
فجاءنا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام
لقد ناديت ياخليل الرحمن ناديت منذ آلاف السنين علي كل الناس من بعدك
أن يأتوا لتعظيم حرمات الله, إلي بيته الحرام لتبجيل وتعظيم شعائر الله , إلي حيث أول
بقعة في الأرض يُسجَدُ فيها لله تعالي...فأسمع الله صوتك لكل الناس عبر الزمان والمكان..وسيظل
صوتك مدويا يُسمِعُ كل الآذان...ياله من آذان , ذاك الذي وصل إلي كل الناس .
من أنت ياإبراهيم عليك السلام لتكون دعواتك عالمية تخترق الزمان والمكان
ويستجيب ربنا لك ويحول العالم كله بدعوتك
ماذا فعلت ياإبراهيم عليك السلام حتي ترتفع مرتبتك عند الله إلي هذا الحد
سبحان الله فإبراهيم عليه السلام يأتي يوم القيامة وماآمن معه إلا قليل
ممن عاصرهم ودعاهم...إلا أن الله جعله إماما لأهل الارض أجمعين وعوضه أن كانت ذريته
كلها أنبياء
فلم يتشرف أحد منذ آدم عليه السلام وهو أول البشر بأن تكون ذريته أنبياء...فكان
منهم شيث وادريس عليهم السلام
ولكن تعالوا معي أحبتي الكرام نسبر أغوار التاريخ لنري من كان إبراهيم
عليه السلام ليحظي بهذا الشرف العظيم الذي لم يكن له مثيل
شب إبراهيم وسط أسرة تصنع التماثيل لتُعبَد من دون الله...وكان أبوه أو
كما نوه المفسرون أنه كان عمه من يقوم مقام ابيه.. آزر....ممن نشط في هذا العمل وسط
أجواء من الشرك والجهل...فقد مضي عهد نوح هود وصالح عليهم السلام وعاد الناس أدراجهم
يعتقدون في الحجارة أنها آلهة تضر وتنفع...
نشأ إبراهيم عليه السلام في وسط هذه الفتنة سليم الفطرة نقي القلب...ومن
عجائب قدرة الله عز وجل أن يؤتي إبراهيم عليه السلام النبوة وعمره سته عشر عاما
وللحديث بقية
...........
عصام
قابيل