رؤية جديدة لأحداث جليلة قديمة
إلتفت إبراهيم عليه السلام إلي تلك الأصنام القابعة
في أنحاء المعبد يحطمها بفأسه وهو يتعجب من سفاهة القوم الذين اعتقدوا ان هذه الأصنام
_التي لاتنطق ولاتضر ولاتنفع_ تستحق العبادة والإبتهال...حطمها كلها إلا كبيراً لهم
كانوا يبجلونه ويعتبرونه قائدهم...ثم وضع الفأس
علي كتفه..ثم ذهب بعيداً...
جاء القوم متجهين إلي المعبد كعادتهم ليتحصلوا
علي بركة آلهتهم المزعومة.....
حدثت المفاجأة...؛
وجدوا آلهتهم كُسرت وحُطمت...
أصابهم الذهول وانعقد اللسان...تجادلوا... من
الذي جرأ علي هذا...الكل يقدس هذه الآلهة...ثم توقفوا قليلاً وقال أحدهم...سمعنا فتيً
يذكرهم يقال له إبراهيم...
ذلك أن دعوته تركت أثراً في آذانهم من قبل ولم
يكن يخوض في هذه الآلهة الا هو....
ذهبوا إليه وأحضروه...وبدأ التحقيق...سأله كبيرهم...
من فعل هذا بالهتنا ياابراهيم ؟
وهاهنا جاءت الفرصه لإبراهيم عليه السلام أن
يقيم الحجة حتي يقتنع هؤلاء المغفلون بسفاهة مايفعلون
قال إبراهيم عليه السلام...لقد فعلها كبيرهم
هذا فاسألوه
قالوا جميعا في نفس واحد :
لقد علمت ماهؤلاء ينطقون ولا يتحركون
قال إبراهيم عليه السلام...أتعبدون من دون الله
من لايسمع ولا ينطق ولا يضر ولاينفع
نظر بعضهم إلي بعض قد عقدت الحجة ألسنتهم جميعا
وقالوا في أنفسهم صدق الفتي وهز الإقتناع جنباتهم...
ولكن هيهات هيهات أن يتركهم الشيطان وقلوبهم
منتكسة...فقال رب العزة جل في علاه تصويرا للعقول المنتكسة التي لاتعي ولاتفهم
(ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ
لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ )
إنتبه قوم إبراهيم عليه السلام لقوة الحجة وانتبهت
العقول للحظات....إنها الحجة التي يقيمها ربنا جل في علاه علي عباده حتي لايأتون يوم
القيامة فيجادلون ويقولون ماآتانا من نذيرٍ..
ولكن الفطرة المنتكسة دائما ما تخدع أصحابها....إنه
عمي القلوب والأنتصار للعصبية الفكرية والعقائدية...
وهنا تأكدو أن إبراهيم عليه السلام علي الحق
وأنه أيضاً هو الفاعل وأنه من تجرأ علي آلهتهم وحطمها...., وكان لابد من عقابه عقاباً
يليق بالانتقام لما حدث لها
فكروا وتدبروا ثم كانت تلك الفكرة الجهنمية بحق...
ذلك أنهم جمعوا الحطب من كل مكان وأشعلوا ناراً
هي أشد نارٍ أُشعلت علي وجه الارض وحتي وقتها
حتي قيل أن الطير كان إذا طار من فوقها وقع فيها
من شدة لهيبها...
ولكن بقيت مشكلة أخري وهي كيف سيلقون بإبراهيم
فيها وهم لايستطيعون الإقتراب منها ....
وهنا تفتق ذهن الباطل عن فكرةٍ أخري لاتقل رهبهً
عن سابقتها
ذلك أنهم فكروا أن يأتوا بالمنجنيق , وهو صورة
من صور المدفع في أطواره الأولي وكانوا يضعون في هذا المنجنيق الحجارة أو قطع النار
في تجويف مربوط بحبل مطاطي فإذا ما أرادوا أن يلقوها قطعوا الحبل فتنطلق الحجارة أو
قطع النار بسرعة شديدة إلي العدو ولكن الوضع أصبح معكوسا في حالة ابراهيم عليه السلام
اذ وضعوه هو في التجويف ليلقوا به إلي النار
وضعوا إبراهيم في المنجنيق مكبل اليدين والرجلين
وألقوا به إلي النار ...
سبح إبراهيم في الهواء ذاهباً إلي مصيرٍ لايعلمه
إلا الله جل في علاه مفتديا عقيدته وإيمانه بالله...
وفي تلك اللحظات الرهيبة وهو في طريقه إلي النار
, فوجئ إبراهيم عليه السلام باثنين من ملائكة الرحمن سبحانه وتعالي العليم السميع البصبر
...
وهل يترك عبده إبراهيم الذي افتدي إيمانه بروحه
وأصابه ماأصابه بسبب الدعوة إلي الله...
جاءه جبريل عليه السلام وميكائيل ملك المطر...وسألاه
...
هل لك حاجة يا إبراهيم ؟
فقال إبراهيم عليه السلام في سرعةٍ ودون تفكير...أما
منكما فلا
وأما من الله فهو أعلم بحالي وغنيٌ عن سؤالي...حسبي
الله ونعم الوكيل
مرت اللحظات بسرعة وسرعان مانزل إبراهيم عليه
السلام إلي النار...
هبط فيها...
وتهلل وجه كل من حوله من قومه فرحين بإنتقام
الآلهة المزعومة..
ظلوا أياما ينتظرون النار حتي تهدأ وأني لها
أن تهدأ بعد أن سعروها بكل ماعندهم من أدوات ...............ولكن سبحان من يقول للشئ
كن فيكون
دخلوا إلي حيث يبحثون عن حطام إبرهيم عليه السلام..........
وكانت المفاجأة التي روعتهم وعقدت ألسنتهم
لقد وجدوا إبراهيم عليه السلام يجلس متكئا وفي
يديه طعام وفاكهة من رزق الله
سبحان الله ماذا حدث ومن أين هذا الطعام
وللحديث بقية
#عصام_قابيل