كَسا عار ِضَيَّ الشَّيْبُ والشَّيْب ُواز ِعُ
وَأَقْــوى قُــوايَ الـدَّهْـرُ وَالـدَّهـرُ قـامِـعُ
.
وَهَــدَّتْــنِـيَ الْأ َيّــــامُ أَثْــقَــلَ وَطْــئُـهـا
عَــلَـيَّ وَغَـصَّـتْ بِـالْـهُمومُ الْـمَـضاجِع ُ
.
أَرانــي عَـلـى حَــدِّ الْـحَـياةِ مُــراو ِحــاً
نَـبَـتْني وأَقْـصَتْني الْـسِنو نُ الـصَّوادِعُ
.
تَــمُــرُّ بِــــيَ الْأيّـــامُ تُـشْـبِـهُ بَـعْـضَـها
فَـلاالْـهَـمُّ يَـنْـسـاني وَلا الْـحَـظُّ طـائِـعُ
.
قَـلانـي زَمــانٌ لَـيْـسَ يَـفْـهَمُ لَـهْـجَتي
كَـــأنّــي غَـــريــبٌ أَنْــكَـرَتْـهُ الْــمَـرابِـعُ
..........................
فَـلَـمّا اسْـتَـبَدَّتْ بِــي كَـآبَـةُ عِـيَشَتي
وأَقْشَعَ وَجْهُ الْقَفْر ُفي النَّفْس ِ خاشِعُ
.
أَتَــتْ هَـبَّةٌ مِـنْ بـاذِخ ِ الْـعِطْر ِأنْـعَشَتْ
فُــــؤاداً تَــــوارى حِــسُّــهُ والــدَّوافِــعُ
.
هَــنـوفٌ مِـــنَ الّـلائـي يَـتُـوقُ لِـمِـثْلِها
فَـتَىً مِـثْلُ حـالي مُوْجَعُ الْقَلْب ِ دامِعُ
.
فَـواسَت ْ وآسَتْ مِنْ جِراحي وأَبْهَجَتْ
دَخــيـلَـةَ صَــــدْر ٍ أَثْـخَـنَـتْـهُ الْــقَــوار ِعُ
.
مَـهـاةٌ تَـهادَتْ فَـوْقَ قَـفْر ِيْ بِـخَطْو ِهـا
تَــتـيـهُ بِــــدُّلٍ مــائِــس الْــقَــدِّ رائِـــعُ
.
وَيَـغْـمُـرُهـا حَــتّــى الـنِّـطـاق ِمُــرَجَّـلٌ
تَـحَـدَّرَسَـيْـلاً فَــهْــوَ لِـلْـكِـفْل ِ هـــار ِعُ
.
يَــلـوحُ لِـعَـيْـني فـاحِـمٌ الّـلـوْنِ راقَـنـي
تَــضَــمَّـخَ طِــيـبـاً تَـجْـتَـنـيهِ الْاصــابِــعُ
.
إذا خَــطَـرَتْ هَــزَّتْ خَـمـيصاً مُـهَـفْهَفاً
فَـيَـخْـلُبُ لُـبّـي مُـثْـقَلُ الْـغُـصْن ِ يـانِـعُ
.
وَوَجْــهٌ بَــدا يَـشْـفي الـسَّـقامَ مُـهَلِّلاً
يُــزَيَّــنُـهُ ثَــغْــرٌ بِــــهِ الــشَّـهـدُ نــابِــعُ
.
أِذا ضَـحِكَتْ أَمْـسى حُـلوكِيَ مُـسْفِراً
وَهَــلَّ صَـباحي مُـبْكِرُ الْـوَقْت ِ سَـاطِعُ
.
يَـقُـولونَ لــي هَــلّا ذَكَـرْتَ لَـنا اسْـمَها
فَـقَلْتُ اقْـسِطوا فـالصَّدْرُ لـلسِّر واسِعُ
.
تَـعَـشَّـقْـتُها عَــرْبــاءُ طــابَـتْ أُصـولُـهـا
تَــنـازَعَـهـا جُــــودٌ وَبــــأْسٌ مُــضــار ِعُ
.
لَــهـا الّرايـَةُ الْـبَـيْضاءُ إنْ قِـيـلَ عَـمُّـها
تَـبـاهَـتْ بِــِـهِ والْــخـالُ بـاِلـذِّكْر ِنـاصِـعُ
.
كَــيــانِـيَ مَـــجْــذوبٌ إلَــيْــهـا مُــتَـيَّـمٌ
وَعَــقْـلِـيَ مَــأْسُــورٌ وَروحِـــيَ نـــاز ِعُ
.
سَـلامِي إلَـيْها يَـقْتَفي فَـوْحَ عِـطْر ِهـا
يُـتـابِعَهُ قَـلْـبي وَفِـي الْـو َصْـل ِ طـامِعُ
.
شعر : أحمد قطيش