هي الدنيا لإن فاتت أسرّت
و إن حلّت بأهلينا أضرّت
هي الدنيا وأيامٌ خوالي
فلا رحْلٌ لمفتونٍ أقرّت
لإن دانت هي الدّنيا .. أهانتْ
و إن هانت تولّت ما استقرّت
هي الإغراء و الإغراء داءٌ
و في الإغراء كم آجال مرّتْ
أبالإغراء دامت أيّ دنيا؟
أم الجنّات دامت واستمرّت؟
هي الدّار الغرور و أيّ دارٍ
هي الدّنيا الّتي سحرت و فرّت
أيخلقنا الإله بها لنشقى؟
أم الدّنيا بخلقٍ قد أذرّت
أما و الكلّ مخلوقٌ ليعبدْ
فلا بأسٌ ، و لا أرزاقُ صُرّت
بها نجري كما الأعمار تترى
فلا ركنٌ إليها لو أصرّت
أنطلبُ عزّها؟ فالكَدُّ عزٌ
و ليس بهزلها قسمٌ أبرّت
تلين لنا تباغت كلّ عاصٍ
و قد أودت بأخلاقٍ وغرّت
تلين لنا و كل اللّين زيغٌ
و بالمغرور في النّيران جرّت
فلولا العفو بعد التّوبِ حلوٌ
كما تحلو لنا دنيا أُمِرِّت
و لولا الله يستُرُ كلّ عيبٍ
فلا سترٌ بدنيا قد تعرّت
فخيرُ العيشِ جنّاتٌ حسانٌ
بها الإحسان قِطْفٌ إذ أدرّت
بها الإحسان والرّيحان طيبٌ
و للفردوس إنسٌ قد تحرّت
و يخسأ من بدنيا كان لاهٍ
و تخسأ من على الإغواء كرّت
..................................
@@ جابر الشوربجي @@