مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

دعوها فإنها نجسة....1 ..مقالة بقلم الاستاذ / عصام قابيل



إنها نجسة تنجس الفكر كما ينجس البول الماء( إنها العلمانية أحبتي في الله ) والعلمانية بخلاف التشيع والذي سنفرد له حديثا آخر... ولن نسكت ولن نمل أبدا باذن الله....
والعلمانية عند غير المسلمين لها مدلول خاص وهو فصل بين مجالين في حياة الانسان ... مجال الدنيا وزينتها ومتاعها ... ومجال الصلة الخاصة بين الإنسان وربه وخالقه_ وبتعبير كنسي " هي تفرقة بين طاهر_ وهو سر الله في الانسان... ونجس وهو _ما يمثل المادة وشرها في حياته العلمانية"
فصل في كتاب الحياة الاوروبية عنيت به الخصومة بين الكنيسة والسلطة الزمنية في المجتمعات الاوروبية في محاولة لاستقلال كل منهما
أو في محاولة لمنع الإحتكاك بينهما بعد الشد والتوتر في علاقتهما طوال القرون الوسطي وسيادة حكم الكنيسة فيها
... ومفهوم الدين : هو مايغطي حاجة الانسان كفرد في صلته بالله داخل مكان العبادة أو في خارجها في الأسرة
ومفهوم السياسة ....هو مايشتمل ماعدا ذلك الجانب في حياة الإنسان ، والانسان بذلك يصبح له جانبان ..جانب ديني وآخر سياسي وحياتي
ولايفصل في الجانب الديني إلا رجل دين ولا يفصل في الجانب السياسي إلا رجل دولة وكل منهما مطلوب منه عدم التدخل في مجال الاخر...هذه هي وجهة النظر الأوروبية للعلمانية
ولكن هل في الإسلام سلطتان...دينية ...وسياسية.
. يصور الإسلام كتاب الله الذي عني بكل شئون الإنسان وغطي كل جوانبه ...في مجال الإعتقاد_ فيشير في مجال الإعتقاد الي وحدانية المعبود_ وهو كامل كمالا مطلقا منزه عن النقص- كلام الله سبحانه وتعالي ولا شريك له ولا ند له ... ووحدانية الله في الإعتقاد يجب أن تنعكس علي ثنائية الانسان ... قلبه وغرائزه ...كما تنعكس علي الأفراد في المجتمع في علاقة بعضهم ببعض
وإذا كان الإعتقاد في وحدانية الله ينعكس كما قلت علي ثنائية الإنسان المؤمن به فيضعف الصراع الداخلي بين العقل _ وهو مناط الحكمة _ وغرائزه التي هي مناط الشهوة
فمعني هذا أن المؤمن بالله الواحد الأحد لايوزع نفسه كما في العلمانية بين سلطتين ... دينية وسياسية.. وفي مجال الحكم : يصرح القرآن بقوله تعالي .." وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) " المائدة 49
فيأمر جل في علاه أن يكون الحكم بين الذين أوتو الكتاب والمؤمنين برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام بما أنزل الله في القرآن ويتم ربي قوله ..." أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "المائدة 50 ...
الاسلام في مجال السياسة.... ينصح القرآن في السياسة الداخلية من أجل أن تتماسك الامة ويتعاون بعضها مع بعض بأن يؤثر المؤمنون بعضهم علي بعض في الولاء والمودة ... " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" .... التوبة 71
 وفي الوقت ذاته ينهي عن أن يكون الولاء لغير المؤمنين فيقول..." لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ آل عمران 28 ويأتي تفضيل الولاء مفردا ...ويقول سبحانه وتعالي : ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ  بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ  وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.... المائدة55

وللحديث بقية إن شاء الله
......................

عصام قابيل



التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016