لاتَـسْـلُكِ بــي مَـسْلَكَ الـنُّسّاكِ
فَـلَقَدْ ظَـمِئْتُ إلى جَناكِ الزّاكي
جَفَّتْ عُروقي وَالْهَجيرُ يَسومُني
نــــاراً تُـلَـهِّـبُ خـافِـقـي بِـــرُؤاكِ
وَأَسـيرُ فـي بَـيْدا فِـراقِكِ مُشْعَثاً
وَتَـشَـقَّقَتْ قَـدَمـي بـإثْرِ خُـطاكِ
وَهَــجَـرْتُ دُنْـيـاالْـعالمَينَ مُـفـارِقاً
كُــلَّ الْـخَـلائِقِ يـا مُـنايَ سُـواكِ
هَـلْ كـانَ ذَنْـبي أَنْ أَهيمَ مُحَلِّقاً
أهْـفو بِـكُلِّ جَـوارِحي لِسَماكِ ؟
أَمْ أنَّ قَـلـبي إِذْ مَـلَـكْتِ زِمـامَـهُ
يَـكْفيكِ عَنْ صَيْدٍ وَنَصْبِ شِراكِ؟
قَــدْ صِـدْتِني قَـبْلاً وَكُـنْتُ مُـؤَمِّناً
وَلَــقَـدْ يَـسـيُـر مُــؤمِّـنٌ لِـــدِراكِ
عَـيـناكِ مِـصْـيَدَةُ الْـغَرامِ وَفـيهِما
نَـظَـرُ الْـبـريءِ وَدَمْـعَةُ الْـمُتَباكي
مَـلَّ الـشَّريدُ مِـنَ الْـقَلى الْفَتّاكِ
لَــنْ تَـجْـتَني وَرْداً مِـنَ الْأَشْـواكِ
عَصَفَتْ بِروحي الْعاصِفاتُ نَفَثتِها
وَالْــبَـرْقُ ضَـــلَّ بِـهَـطْلِهِ الْأفّــاكِ
مـا اخْـضَرَّقَفْرُ الْـعاشِقينَ بِـخُلَّبٍ
يَــعِـدُ الـرِّمـالَ بِـكِـذْبِهِ مُـتَـذاكي
رَوِيَـتْ عُروقي مِنْ مَرارِكِ وانْبَرى
عَـقْـلـي يَـلـومُ عَـواطِـفاً تَـهْـواكِ
لا لَـــنْ تَــفـي بِـعُـهودِنا كَـلّاوَلَـوْ
بَـرِئَتْ نُـجومُ الـنَّوْمِ مِـنْ أفْـلاكي
كُـفّي دَعـي رُوحي تُعانِقُ مِثْلَها
صِــدْقــاً وَخَـلّـيـنـي ألا فَــكَـفـاكِ
..............
أحمد قطيش