أراقـت ما احــتــوى والبــوحُ آبـا
عبـيـراً فـي سـماءِ الـروحِ جـَابـا
فأمـطـرَ غـيــمُ صبحِ العــين قـطراً
مـن الأشــواقِ بـالأهـدابِ سـابـا
وهــام الـقــلـبُ من لـــهَـفٍ إلـيهِ
إذ انـهـَـمـلَ الـجوى بالوجـنِ ذابا
كما الجـلـنـار يـرصف من ضياءٍ
ويصـفو حـيـن يرتـشــف الربابا
تُـواري الـصـفـحَ لــفـــتـــتُـها وتـنـأى
فأمـسى مـنـطـق الـوعـد انسحابا
فـقلتُ ألا تجاري الـعـيــنُ عيـنّي
لأرتَــقـيَ المـدى، فالصـدرُ حـابا
بلا ســبـبٍ أرى الأحــزان هـبــت
وأيُّ الـقــلـبِ يـحـتـَمـِلُ الـغـيـابا
أ تَـهـجـرُ نـهْـريَ الســاري السواقـي
ويـَعـرجُ لـلسَـما يسـقـي السـَحـابا
حـنيـني إن أنبـت ندى فـؤادي
وفــاض بـه الـهـوى حـتى أنـابا
لـفـى وَلـهاً إلى هـمْـسٍ يُوافي
فـهـلْ كـان النـَـوى إلاّ اغــتــرابا
شكوت لها صدى شغفِ المعنّى
ولـوعـة عـاشـقٍ مضـنـى عـذابا
أنا المحزون لي عـتب المنافي
غـداة الـوصل مـا نـفـْع الـعـتـابا
شكـتـنــي من حـنيـنٍ بات فـيـهـا
إلام قـضى الجـفا.. فـفـتحـت بابا
هناك قـضـيــت عـمـــري مع زهور
على شجر الحـياة انساب.. .غابا
ومـا كان الجــنـى إلا نــصــيــبـا
رغـبـت ومـا المـنى إلا ارتـغابا
فإن ضـحـكـت لـنـا الأقـدار يـومـا
فلا تـُهـدي لـطـالـبــهـا الشـبـابا
وعـهـدي بالـصـبـا أمـضى يــقـيناًً
رجعت إلـى الـتـقى كـيـمـا أثـابا
...............
نبيل زيدان