لا زال فى حضنِ السماءِ بلابلٌ
ــ تشدو بأغنيةِ الصباحِ المُقبلِ
وعلى الشفاهِ المُطبقاتِ قصائدٌ
ـ تغتالُ قُبح اليومِ مثل المِنجلِ
وتبثُ ألفَّ بشارةٍ وبشارةٍ ......
أن الظلامَ وإن تتابعَ
جَحْفلًا فى جَحْفلِ
وأقامَ فى الآفاقِ راياتٍ
وقداسٍ لهُ
وعلا على هامِ البسيطةِ
كالبلاءِ المُنْزَلِ
وتزلزل الركبُ المُثابرُ شدةً
لا يقوى دفعًا ...
للنائباتِ النوازلِ
يمضى شهيدًا بعضُه
فى إثرِ بعضٍ
وفى كلِ ركنٍ لهُ
آتونُ موتٍ مُزلزلِ
فى كلِّ يومٍ ألفُ ألفُ ضحيةٍ
وعمائمُ السلطانِ
ترقصُ فى إبتهاجِ القاتلِ
سلوانُ يا أختاهُ
لا تبكى ظلام زماننا
أو غُربةٍ قد أعملوا فيها السلاحَ
ونحن فيها العُزَّلِ
شهداؤنا نحو الجنان توجهوا فى غِبْطةٍ
والجنةُ العلياءُ
يا سلوان خيرُ المنازلِ
سيظل خلف الليل فجرٌ قادمٌ
يهوى على رأس الظلام بمعولِ
واللهُ ــ يا أختاه ــ ناصرُ دينَهُ
فأعلى جبين الصبرِ..
إنه تاجُ التجّمُلِ
.............
رضا فهيم