عمري صَداي...
لا تبكِني يا ضَيفُ كَوني لا أراكَ سوى ملامِحَ
أفلتَت من ساعِدَي.
عِرقٌ تَقاطَرَني وآخرُ يستَقيني كي يُرى وشمًا لديكَ..
وقد يَرى سرٌ عليَّ طحالِبَ العُذرِ المُعَتَّقِ
في مراسيلي التي عادت إليّ.
هل من شؤونِ الموجِ أن أحكي لمُغرَقِهِ
تفاصيلَ اختِفائي من طقوسِ السِّرِّ في الموتِ الثَّمين؟
لا لُغزَ في الميلادِ، فاسأل موجَةً عَبَرَت لتولَدَ أختُها...
تمضي إلى شطٍّ يوَقِّرُها، وينثُرُها على شَرَفِ الهوى...
والشّمسُ تُعجِبُ ذاتَها، تمضي إلى سرِّ الغروبِ...
وكم تميلُ وتَستَميل.
لا سرَّ في عِشقي الشُّروقَ سوى ارتحالي
كي أرى قدري على شفةِ الغروبِ يَشُدُّني
لأصيرَ في لُغَةِ المَجازاتِ السُّؤال.
صَبَأَ النَّخيلُ، ومارَتِ الصَّحراءُ، كي يبقى
رضابُ الغيمِ في أفقي سؤالًا حائِرًا يَستَغشِني
لونًا تَفَلَّتَ من جنونِ الوقتِ، من شبَقِ المَساعي العارِيَة.
وحلمتُ أنّي صرتُ في زَمَنِ الهوى وطَنًا
تَسَرَّبَ كي يُعيرَ جنازَةَ الكُثبانِ حسرَتَها
ويبحَثَ عن شِعابٍ قد تقودُ إلى تَضاريسِ السّماءِ؛ لأهتَدي..
هل كانَ من غَرَقٍ نَسيجي؟!
ورأيتُ فيما قد يرى النّوامُ قلبًا في جمارِ الصَّمتِ يَسكُنُ؛
فوقَهٌ ناخَ الضّباب.
الصَوتُ يسكُنُني لأطنِبَ في عتابٍ للعِتاب...
هل من غيابٍ في مناخاتِ الغيابِ وقد غدا فَصلي غِياب؟
......................
صالح احمد (كناعنة)