لطالما حلمنا وكان
الحلم مزرعة الرجاء لواقع عشناه وألمناه
فما كان حلما فيما
مضى،
صار رجاء وانبرى
حقيقة واقعة،
إذ التحم خيالنا
بواقع لم يكن إلا محصلة لفجوة في فكرنا المخدوع
دون إدراك لأبعاد
الحالة!...
////
في رحلتي الشعثاء
صرخت
كفي في صميم حرفها،
ماذا لو أوليتني
اهتماما
وأنا أثقل كاهلك
بالكلمات
////
نبضي المشرع على
مسرح السنين
ينفض هواه ويضغط
بزناده على همساتي،
علها تصطبغ بفيض
من رؤاي
التي لا تزال حسرى،
حاسرة إلا من بعض
آمال
لا تمنحني ملح
واقعي المعيش!
////
ناداني ضميري،
حين علم أن كل
ما عداه أصبح خرافة،
فلا الواقع واقعا
ولا الوجود وجودا
فقد تلون بلحظات
آنية خادعة زائفة
لا تحمل ملامح
ذاتي وأنايا،
والتي تهمس في
صراخا صامتا!
////
أطفالنا هجماتها
يمضون على مرأى من حسنا ووجداننا،
لم يخذلونا إلا
عندما اقتحمنا إنسانهم بقسوة،
ولم نعرهم صمتا
يلون أخيلتهم
ويمنحهم أشرعة
للانفتاح على وعيهم!..
////
قد أدرك الحكماء
المفكرون،
إن أعداءنا لم
يدخلوا علينا من حدودنا
وإنما من عيوبنا
التي أضحت جسرا
للاستعمار بشتى أشكاله...
////
ضباب الواقع يسكن
الحس فينا؛
عندما ألفنا أن
نعيش الحلم رغما عنا.
فما التماسنا للغير
إلا عندما ضعفت محصلتنا الواعية
عن احتواء أنفسنا بأنفسنا،
عندها فزعنا إلى
خارجنا
عسانا نظفر بضالة
لا تسكن مواجعنا
إلا لماما
................
محمود ريان