عامان مرَّا، الكل كان مشغولا بالعروسين اللذين حضرا تَوًّا للقاعة، كنت أراقبهما عبر الشاشة المعلقة على الحائط ، وحده فقط كان يحملق بي، ويناجي أبا العروسة وكأنه يسأله عني، بذته أنيقة جدا وساعته وخاتمه الذهبيان يبدوان باهظي الثمن، لكنه أشيب ومثخن بالتجاعيد، ظل يرمقني بينما أتحسر على شبابي الذي تتساقط أوراقه يوما بعد يوم، وخمسةِ أعوام بعد التخرج ضِعن بين خِطْبات فاشلة، ورفضِ عرسان غير مناسبين لا لشهادتي الجامعية ولا للمستوى الاجتماعي !، أبعد كل هذا الصبر في انتظار فتى الأحلام المناسب أُفني ما تبقى من شباب في حرمان مع هذا العجوز المتصابي؟!، تقدَّم نحوي وعينه سائحة في كل تفاصيلي من منبت شعري إلى أظافر قدمي الظاهرة من حذائي الأبيض الشفاف .... تزوجت منذ سنتين، وما زلت لا أدري، أحقا كان يمكن أن أقبل الزواج من العجوز إن لم يطلبني لابنه ؟!!
..................
محمد شعبان