هـربت من الهوى شبّاً وطفلا
وأدركـني وقـد أصـبحت كهلا
فــأوردنــي مـــواردَ مـهـلـكاتٍ
وكـنـتُ أظـنهُ مـن قـبلُ سـهلا
وكنتُ ألومُ من نظموا القوافي
بــكـاءً فـــي بـثـينةَ أو بـلـيلى
وأنصحُهمْ دعوا ذكر الغواني
وكـــم نـاديـتـهم يـاقـومُ مـهـلا
فـلـما ذقـتُ مـا ذاقـوا أرانـي
بـذاك الـلومِ في الحالينِ أولى
عـلـقتُ بـمـن لـهـا وجـهٌ كـبدرٍ
بـوقت الـتمِّ فـي الـظلماء طلَّا
وخــداهــا كــأزهــارٍ بـــروضٍ
سـقاها الـغيم بـعد النهلِ علاّ
تـضـوّع طـيبُها مـن كـلّ نـوعٍ
ريــاحـيـنـاً ونـسـريـنـاً وفــــلاّ
لـمـاها مـنـبعٌ لـلـشهدِ صــافٍ
دواءٌ لـــلــذي بــالـحـبِّ عُــــلَّا
أراهـــا غـيـر أنّــي لا أراهــا
وبُـعْـدُ الـدارِ كـم آذى الأخِـلا
وجـرّعـهـم مـــن الآلام صـابـاً
وكـم أجـرى الدمـوعَ وكم أذلاّ
أخـاطبُ طـيفَها فـي كلّ حينٍ
وكـــم نـاديـتـهُ أهـــلاً وسـهـلا
أغــارُ إذا بـدتْ كـالريمِ عـيناً
وإنْ خـطرتْ مـلاكاً إذْ تـجلّى
أخـاصـمها فـيـغلبني هـواهـا
وكـم غـلبَ الهوى قبلي وأبلى
.................................
سالم الضّوّي