الشِّعْرُ بِفِيِّ مَضَى سِحْرًا
وحُرُوْفُ قَصِيْدِيَ مِنْ مَرْمَرْ
الكُلُّ بِأَمْريَ مَشْغُولٌ
حَيَّرْتُ الأبْيَضَ والأسْمَرْ
أذْهَلْتُ القَاصِيَ والدَّانِي
بالنَّسْجِ الصَّادِقِ والأَشْعَرْ
وَرَأَيْتُكِ فَاخْتَلَّ جَلالِي
وَشَبَابِيَ والهَرَمُ الأَكْبَرْ
وَعَرَفْتُ النَّاقِصَ فَاقْتَرِبِي
أَحْتَاجُ مِنَ السِّحْرِ الأَكْثَرْ
لا زِلْتُ أُرَوِّضُ أَحْلامِيْ
وَأُرَوِّضُ أَوْجَاعًا تَنْحَرْ
لا زَالَ الطِّفْلُ يُعَذِّبُنِيْ
لا زَالَ الطِّفْلُ بِلا مَعْشَرْ
لَكَأَنَّكِ آخِرُ مُعْجِزَةٍ
مِنْ فَيْضِ الأقْدَاسِ الأطْهَرْ
فالشَّمْسُ لِعَيْنَيْكِ اسْتَخْفَتْ
والصُّبْحُ بِخَدَّيْكِ اسْتَنْفَرْ
لِبَرِيْقِكِ سِحْرٌ ذَوَّبَنِيْ
والظَّاهِرُ يَغْبِطُهُ الجَوْهَرْ
وعَبِيْقُ الضَّوْعِ بِأوْرِدَتِيْ
كَالمِسْكِ تَقَاطَرَ والعَنْبَرْ
يَا أرْوَعَ مَنْ حَمَلَتْ عَيْنِي
يَا شَمْعَ قَنَادِيْلِي الأصْفَرْ
يَا أبْسَطَ مِنْ شِعْرِ النَّجْوَى
يا أعذبَ مِنْ كَأس ٍأخْمَرْ
كَمْ أبْلِغُ حَمْدًا أقْدَارِي
إعْجَازُ اللهِ لِمَنْ قَدَّرْ
كَمْ قيْلُ غُرُوْرٌ يَمْلأنِي
وَعَلَيَّ غُرُوْرِيَ لا يُنْكَرْ
فاسْتَبِقِي الخَطوَ عَلَىْ مَهَلٍ
فَدَلالُكِ تَقْدِيْسُ المَعْبَرْ
واقْتَرِبِي لِأَبْلُغَ مَا أَرجُو
فَجِوَارُكُ تَمْجِيْدٌ أَكْبَرْ
كَمْ سَادَ الأرضَ قَيَاصِرَةٌ
بالذَّرْعِ الأَطْولِ والأَفْجَرْ
فَطَوَى النِّسْيَانُ بِمَهْلِكِهمْ
مَنْ كَانَ بَصِيْرًا مَا أبْصَرْ
إِنْ يَنْسَ النَّاسُ فَلَنْ أُنْسَى
وَوَراءَ خُلُوِديَ مَا أعْذَرْ
أَنْ دَامَ الذِّكْرِ لِطَاغُوتٍ
فِيْ آيِ اللَّعْنَةِ قَدْ سَيْطَرْ
سَتَنَامُ الأرْضُ عَلَى دَمْعِي
وَيَثُورُ الطِّيْنُ وَلا يُكْسَرْ
وَتَهُبُّ النَّارُ بِأورِدَتِي
كَحَجِيجِ اللهِ إِلَى المَشْعَرْ
وَتُفِيْقُ الشَّمْسُ عَلَى حُزْنِي
وَتَمُوتُ الخَيْلُ وَلا أَعْثَرْ
وَمُلُوكُ الأَرْضِ تُحَاسِدُنِي
أَنْ وَحْدِيَ إِذْ كُنْتِ القَيْصَرْ
.....................
حمدي جابر