الحَرْفُ ضَجَّ فَلَنْ يُفِيْدَ كَلامُ
والصِّدْقُ زَيْفٌ والصُّدُوْرُ خِصَامُ
فَدِمَاءُ يَحْيَى فِيْ المَدَائِنِ فُرِّقَتْ
والشَّمْسُ حُبْلَى والجَنِيْنُ ظَلامُ
كَمُهَجَّرٍ مِنْ صَدْرِهَا وَجَعُ الضُّحَى
مِنْ حَيْثُ فَرَّ الشِّعْرُ والإِلْهَامُ
تَبْكِي النَّهَارَ مُضَيَّعًا فِيْ أَهْلِهِ
مَا احْرَورَقَتْ فِيْ ثَأرِهِ الأَحْلَامُ
وُجْدَانُهُ العُذْرِيُّ نَائِحَةُ القُرَى
وَصَبَابَةُ المَخْبُوءِ والإِلْزَامُ
كَمْ سُمْرَةٍ فِيْ خَدِّهِ قَدْ أَوْرَقَتْ
مِنْ خَدِّنَا ... فَمُغَبَّرٌ لَوَّامُ
وَمَدِيْنَةُ الأَحْزَانِ ذِي بِنْتُ القَنَا
والقَاصِبَاتُ تَرَشُّدًا أَوهَامُ
مَالَتْ عَلَى أَجْنَابِهَا مَفْرُوقَةً
وَحَنِيْنُ بَعْضٍ لَا يَفِيهِ فِطَامُ
لَو تَتَّقِي مِنْهُمْ تُقَاةً مَا افْتَدَتْ
وَبَنُو الدِّمَاءِ تَعَطُّشٌ وَصِيَامُ
فَالحَرْبُ فِي ثَأرٍ لِعَرْشٍ أُوْقِدَتْ
وَيَنَالُ مِـنْ لَـحْـمِ الـنُّـجُوْمِ غَمَامُ
والـهُـدْهُـدُ الـمَـسْـكِيْنُ جُنَّ جُنُوْنُهُ
أبْـكَـتْ سُـلَـيْـمَـانَ الـبُـكَـا أرْحَـامُ
بَلْقِيْسُ تَضْحَكُ رَعْشَةٌ فِيْ صَدْرِهَا
وَيَكِلُّ مِنْ صَبْرِ الطعَانِ رُكَـــامُ
فَالصَّرْحُ مُــــرِّدَ بالدِّمَاءِ وَصَوبَهُ
النَّمْلَ يَحْطِمُ فِـيْ السِّبَاقِ زِحَــامُ
الحَبْلُ مِنْ مَسَدٍ مَضَى فِيْ جِيْدِهِ
مِـنْ فَـوْقِ صَـدْرٍ طَـوَّقَـتْـهُ سِهَامُ
زُمَرُ اليـَتـَامَىْ وَالأَرَامِلِ أُمَّـتِي
وَلِــكُــلِّ أمٍّ فِــيْ الـرُّفَـــاتِ قَــوَامُ
نَـاحَــتْ عَـلَـىْ نَايِهَا زَيْتُوْنَةٌ
وَيَـنُـوْحُ فَـوْقَ الـنَّـائِـحَـاتِ حَـمَامُ
..............
حمدي جابر